ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون * إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم " (1).
تفسير: أقول: الآية الأولى تؤمي إلى إكرام الروضات المقدسة وخلع النعلين فيها بل عند القرب منها لا سيما في الطف والغري لما روي أن الشجرة كانت في كربلا وأن الغري قطعة من الطور والثانية تدل على لزوم خفض الصوت عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وعدم جهر الصوت لا بالزيارة ولا بغيرها.
لما روي أن حرمتهم بعد موتهم كحرمتهم في حياتهم، وكذا عند قبور ساير الأئمة عليهم السلام لما ورد أن حرمتهم كحرمة النبي صلى الله عليه وآله.
1 - ويؤيد ما ذكرنا ما رواه الكليني ره باسناده عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام في خبر طويل يذكر فيه وفاة الحسن بن علي صلوات الله عليهما قال:
فلما أن صلي عليه حمل فأدخل المسجد فلما أوقف على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله بلغ عايشة الخبر وقيل لها إنهم قد اقبلوا بالحسن ليدفن مع رسول الله صلى الله عليه وآله، فخرجت مبادرة على بغل بسرج فكانت أول امرأة ركبت في الاسلام سرجا فوقفت فقالت: نحو ابنكم عن بيتي، فإنه لا يدفن فيه شئ ولا يهتك على رسول الله حجابه، فقال لها الحسين بن علي صلوات الله عليهما: قديما هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله صلى الله عليه وآله وأدخلت بيته من لا يحب رسول الله صلى الله عليه وآله قربه، وإن الله سائلك عن ذلك، يا عايشة، إن أخي أمرني أن أقربه من أبيه رسول الله صلى الله عليه وآله ليحدث به عهدا واعلمي أن أخي أعلم الناس بالله ورسوله وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله صلى الله عليه وآله ستره لان الله تبارك وتعالى يقول: " يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم " وقد أدخلت أنت بيت رسول الله صلى الله عليه وآله الرجال بغير إذنه، وقد قال الله عز وجل " يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي " و لعمري لقد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند أذن رسول الله صلى الله عليه وآله المعاول وقال الله