وتؤنسه في قبره مخافة الوحشة عليه، فلما حدث رسول الله صلى الله عليه وآله بهذا الحديث لم يبق صغير ولا كبير ولا حر ولا عبد إلا تعلمها، وسماها رسول الله صلى الله عليه وآله المنجية (1).
وعن ابن مسعود قال: يؤتى الرجل في قبره من قبل رجليه، فتقول رجلاه:
ليس لكم على ما قبلي سبيل، قد كان يقوم علينا بسورة الملك، ثم يؤتى من قبل صدره فيقول: ليس لكم على ما قبلي سبيل، قد كان وعاني سوره الملك، ثم يؤتى من قبل رأسه فيقول: ليس لكم على ما قبلي سبيل قد كان يقرأ بي سورة الملك فهي المانعة تمنع من عذاب القبر وهي في التوراة سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب.
وعن ابن مسعود قال: إن الميت إذا مات أو قدت حوله نيران فتأكل كل نار ما يليها إن لم يكن له عمل يحول بينه وبينها، وإن رجلا مات ولم يكن يقرأ من القرآن إلا سورة ثلاثين آية، فأتته من قبل رأسه فقالت: إنه كان يقرأني فأتته من قبل رجليه فقالت: إنه كان يقوم بي، فأتته من قبل جوفه فقالت:
إنه كان وعاني، فأنجته، قال: فنظرت أنا ومسروق في المصحف فلم نجد سورة ثلاثين آية إلا تبارك.
وعن أنس مرفوعا: يبعث رجل يوم القيامة لم يترك شيئا من المعاصي إلا ركبها إلا أنه كان يوحد الله، ولم يكن يقرأ من القرآن إلا سورة واحدة، فيؤمر به إلى النار، فطار من جوفه شئ كالشهاب فقالت: اللهم إني مما أنزلت على نبيك، وكان عبدك هذا يقرأني، فما زالت تشفع حتى أدخلته الجنة، وهي المنجية: تبارك الذي بيده الملك.
وعن ابن مسعود قال: كان النبي صلى الله عليه وآله يقرء في صلاة الجمعة بسورة الجمعة وسبح اسم ربك الاعلى، وفي صلاة الصبح يوم الجمعة ألم تنزيل، وتبارك الذي بيده الملك.