تسمية للجزء الأشرف باسم الكل أو لان البيت بنفسه مسجد أيضا ومحترم كما يقال: البيت الحرام. أو الحرم تسمية للكل باسم أشرف الاجزاء، إشعارا بالتعظيم أو لمشاركته مع المسجد في وجوب الاحترام كما قيل في قوله سبحانه " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام " وكما روي عن ابن عباس في قوله تعالى: " فلا يقربوا المسجد الحرام " (1) أن المراد به الحرم بحمل الآية على البعيد الخارج عن الحرم بناء على كون الحرم قبلة لهم كما سيأتي تحقيقه في شرح الاخبار وأما جعله بمعناه الشرعي بتخصيص الآية بأهل الحرم بناء على كونه قبلة لهم، فعلى تقدير تسليم مبناه تقليل فايدة الآية يضعفه بل ينفيه.
" وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره " خص الرسول بالخطاب أولا تعظيما له، وإيجابا لرغبته، ثم عمم تصريحا بعموم الحكم جميع الأمة، وساير الأمكنة، وتأكيدا لأمر القبلة، وتحضيضا للأمة على المتابعة، وقيل لا ريب في اتحاد المراد بالشطر في الخطابين، وأن الظاهر العموم، وشمول القريب والبعيد، وأنه يصدق على المشاهد للعين المتوجه إليها أنه مول وجهه شطرها، فلا يكون معنى الشطر ما يخص البعيد بل يشمل القريب أيضا، وعن ابن عباس أنه أول نسخ وقع في القرآن.
" وإن الذين أوتوا الكتاب " قيل هم اليهود أو الأعم منهم والنصارى " ليعلمون أنه " تحويل القبلة " الحق من ربهم " قيل لعلمهم جملة أن كل شريعة لابد لها من قبلة، وتفصيلا لتضمن كتبهم أنه يصلي إلى القبلتين لكنهم لا يعترفون لشدة عنادهم