بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨١ - الصفحة ١٩١
معا، وجعل التغميض أفضل، والمحقق عمل بخبر حماد، والشهيد في الذكرى، جمع بين الخبرين بأن الناظر إلى ما بين قدميه يقرب صورته من صورة المغمض، وليس ببعيد إن قلنا إنه عليه السلام اكتفى بالفعل ولم يبين بالقول، والقول بالتخيير أظهر.
" فقال سبحان ربي العظيم وبحمده " إي أنزه ربي عما لا يليق بعز جلاله تنزيها، وأنا متلبس بحمده على ما وفقني له من تنزيهه وعبادته، كأنه لما أسند التسبيح إلى نفسه خاف أن يكون في هذا الاسناد نوع تبجح بأنه مصدر لهذا الفعل فتدارك ذلك بقوله وأنا متلبس بحمده، على أن صيرني أهلا لتسبيحه، وقابلا لعبادته.
فسبحان مصدر بمعنى التنزيه كغفران، ولا يكاد يستعمل إلا مضافا منصوبا بفعل مضمر، كمعاذ الله، وهو هنا مضاف إلى المفعول، وربما جوز كونه مضافا إلى الفاعل بمعنى التنزه، والواو في " وبحمده " للحالية، وربما جعلت عاطفة (1) وقيل: زائدة والباء للمصاحبة والحمد مضاف إلى المفعول، ومتعلق الجار عامل المصدر أي سبحت الله حامدا، والمعنى نزهته عما لا يليق به وأثبت له ما يليق به، ويحتمل كونها للاستعانة والحمد مضاف إلى الفاعل أي سبحته بما حمد به نفسه إذ ليس كل تنزيه محمودا وقيل: الواو عاطفة ومتعلق الجار محذوف أي وبحمده سبحته لا بحولي وقوتي، فيكون مما أقيم فيه المسبب مقام السبب، ويحتمل تعلق الجار بعامل المصدر على هذا التقدير أيضا ويكون المعطوف عليه محذوفا يشعر به العظيم، وحاصله أنزه تنزيها ربي العظيم بصفات عظمته وبحمده، والعظيم في صفاته تعالى من يقصر عنه كل شئ سواه، أو من اجتمعت له صفات الكمال، أو من انتفت عنه صفات النقص.
" قال سمع الله لمن حمده " أي استجاب لكل من حمده، وعدي باللام لتضمينه معنى الاستجابة كما عدي بالى لتضمينه معنى الاصغاء في قوله تعالى: " لا يسمعون إلى الملاء الاعلى " (2) وفي النهاية أي أجاب حمده وتقبله يقال اسمع دعائي أي أجب لان غرض السائل الإجابة والقبول انتهى.

(١) زاد في ط الكمباني " فيكون من قبيل عطف الجملة الاسمية على الفعلية " لكن المؤلف - ره - ضرب عليه في الأصل، ولذلك أسقطناه.
(٢) الصافات: ٨.
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 تتمة باب فضل المساجد وأحكامها وآدابها 1
3 في قول رسول الله (ص): من أدمن إلى المسجد أصاب الخصال الثمانية 3
4 في الوقف على المسجد 7
5 تتميم في كراهة الخذف بالحصا في المسجد، وكشف السرة والفخذ 17
6 * الباب التاسع * صلاة التحية والدعاء عند الخروج إلى الصلاة، وعند دخول المسجد، وعند الخروج منه 19
7 الدعاء عند الخروج من البيت إلى المسجد 20
8 الدعاء عند الخروج من المسجد 22
9 * الباب العاشر * القبلة وأحكامها، وفيه: آيات، وأحاديث 28
10 معنى قوله عز اسمه: " فأينما تولوا فثم وجه الله " في ذيل الصفحة 28(ه‍)
11 سبب نزول قوله عز وجل " ولله المشرق والمغرب " 31
12 معنى قوله تعالى: " وما جعلنا القبلة التي كنت عليها " وفي الذيل ما يناسب 35
13 بحث حول وجوب الاستقبال في الفريضة فقط دون النافلة 48
14 في معنى القبلة وفيما يجب استقباله 51
15 في قبلة مسجد الكوفة ومسجد النبي صلى الله عليه وآله 54
16 في الالتفات إلى أحد الجانبين 58
17 فيمن صلى وظن أنه على القبلة ثم تبين خطأوه، والأقوال فيه 63
18 فيمن فقد العلم بالقبلة، والأقوال فيه 65
19 في تحويل القبلة 71
20 رسالة: إزاحة العلة - في معرفة القبلة، للشيخ أبي الفضل شاذان بن جبرئيل 74
21 في ذكر وجوب التوجه إلى القبلة وأقسام القبلة وأحكامها 74
22 تحويل القبلة ومن كان في جوفها أو فوقها، وحكم البلاد 76
23 القبلة في: مالطة وشمشاط والشام وعسفان وتبوك والسوس 78
24 القبلة في: بلاد الحبشة وبلاد مصر والصين واليمن والهند وكابل والأهواز... 80
25 القبلة في حال الخوف وعلى الراحلة والسفينة والمسابقة 85
26 فيما قاله العلامة المجلسي (ره) وإيانا في الرسالة وبيانه في انحراف البلاد... 86
27 * الباب الحادي عشر * وجوب الاستقرار في الصلاة، والصلاة الراحلة والمحمل والسفينة والرف... 90
28 الاستدلال بوجوب الاستقرار في الصلاة من الآية الكريمة في الذيل 90
29 الصلاة في الرف والأرجوحة والسفينة 94
30 * الباب الثاني عشر * في صلاة الموتحل والغريق، ومن لا يجد الأرض للثلج، وفيه: حديثان 101
31 الأقوال في سجدة من يصلي في الثلج أو الماء أو الطين 101
32 * الباب الثالث عشر * الأذان والإقامة وفضلهما وتفسيرهما وأحكامهما وشرائطها... 103
33 معنى قوله عز وجل: " وإذا ناديتم إلى الصلاة " 103
34 ثواب المؤذن، وأذان جبرئيل 106
35 الأقوال في الأذان والإقامة 108
36 الأقوال في: أشهد أن عليا ولي الله 111
37 القول في: الصلاة خير من النوم 118
38 في بدو الاذان 121
39 معنى الاذان 131
40 علة الاذان وفصوله بكيفيته المشهورة، وفيه توضيح 143
41 فيمن نسي أو سهى الاذان والأقوال فيه 165
42 * الباب الرابع عشر * حكاية الاذان والدعاء بعده 173
43 الدعاء بين الأذان والإقامة في جميع الصلوات 177
44 في استحباب الجلوس بين أذان المغرب وإقامته والدعاء بعده 181
45 * الباب الخامس عشر * وصف الصلاة من فاتحتها إلى خاتمتها وجمل أحكامها وواجباتها وسننها 185
46 قصة حماد الذي صلى عند مولانا الصادق عليه السلام وكيفية الصلاة التي صلاها... 185
47 النهي عن قول: آمين، بعد الحمد 201
48 آداب الصلاة والأدعية التي كانت بينها من البدو إلى الختم 206
49 * الباب السادس عشر * آداب الصلاة، وفيه: آيات، و: أحاديث 226
50 قصة أبي ذر الغفاري ومقامه وصلاته وأغنامه 231
51 للمصلي ثلاث خصال 243
52 قصة مولانا السجاد (ع) وهو يصلي وسقوط مولانا الباقر عليه السلام في قعر البئر 245
53 معنى الصلاة في الحقيقة 246
54 في تأويل افعال الصلاة 254
55 * الباب السابع عشر * ما يجوز فعله في الصلاة وما لا يجوز وما يقطعها وما لا يقطعها... 268
56 معنى قوله عز وجل: " لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى "... 268(ه‍)
57 معنى قوله تعالى: " وإذا حييتم بتحية "... 272
58 في الحدث الواقع في أثناء الصلاة والقهقهة والنوم 282
59 الفعل الكثير، والأقوال فيه 288
60 فيمن لا يسلم عليه 309
61 في مبطلات الصلاة 310
62 * الباب الثامن عشر * من لا تقبل صلاته وبيان بعض ما نهى عنه في الصلاة 315
63 في أن من شرب الخمر لم يحتسب صلاته أربعين صباحا، والأقوال فيه، وما قاله 315
64 * الباب التاسع عشر * النهى عن التكفير 325
65 في قول علي (ع): لا يجمع المسلم يديه في صلاته وهو قائم بين يدي الله عز وجل... 325
66 * الباب العشرون * ما يستحب قبل الصلاة من الآداب 329
67 في قول الصادق (ع): لا يخلو المؤمن من خمس: مشط وسواك وخاتم عقيق... 329
68 * الباب الحادي والعشرون * القيام والاستقلال فيه وغيره من أحكامه وآدابه وكيفية صلاة المريض... 331
69 معنى قوله تعالى: " وقوموا لله قانتين " والاستدلال بوجوب القيام 331
70 في العجز عن القيام 335
71 * الباب الثاني والعشرون * آداب القيام إلى الصلاة والأدعية عنده والنية والتكبيرات الافتتاحية... 344
72 القول في وجوب رفع اليدين في جميع التكبيرات في الصلاة 352
73 علة التكبير وذكر الركوع والسجود 355
74 الدعاء عند الصلاة 365
75 عدد التكبيرات في الصلاة 381