من المتاعب، وما يرون فيها من الشدائد والمصائب " وتزهق أنفسهم " اي فيموتوا كافرين مشتغلين بالتمتع عن النظر في العاقبة، فيكون ذلك استدراجا لهم (1).
وقال في الأخرى: تكرير للتأكيد والامر حقيق به فان الابصار طامحة إلى الأموال والأولاد، والنفوس مغتبطة عليها، ويجوز أن يكون هذه في فريق غير الأول (2).
" ولا تمدن عينيك " قال في الكشاف: اي نظر عينيك ومد النظر تطويله وأن لا يكاد يرده استحسانا للمنظور إليه، وتمنيا أن يكون له مثله، وفيه أن النظر غير الممدود معفو عنه، وذلك مثل نظر من باده الشئ بالنظر ثم غض الطرف وقد شدد العلماء من أهل التقوى في وجوب غض البصر عن أبنية الظلمة، وعدد الفسقة في اللباس والمراكب وغير ذلك، لأنهم إنما اتخذوا هذه الأشياء لعيون النظارة، فالناظر إليها محصل لغرضهم، وكالمغري لهم على اتخاذها.
" أزواجا منهم " قال البيضاوي: أصنافا من الكفرة ويجوز أن يكون حالا من الضمير في " به "، والمفعول " منهم " اي إلى الذي متعنا به، وهو أصناف بعضهم وناسا منهم " زهرة الحياة الدنيا " منصوب بمحذوف دل عليه " متعنا " أو به على تضمينه معنى أعطينا، أو بالبدل من محل " به " أو من " أزواجا " بتقدير مضاف ودونه، أو بالضم وهي الزينة والبهجة " لنفتنهم فيه " لنبلوهم ونختبرهم فيه أو لنعذبهم في الآخرة بسببه " ورزق ربك " وما ادخره لك في الآخرة أو ما رزقك من الهدى والنبوة " خير " مما منحهم في الدنيا " وأبقى " فإنه لا ينقطع (3).
وإنما ذكرنا تتمة الآيتين لأنهما مرادتان، وتركتا اختصارا " فان دخلك من ذلك " أي من إطماع البصر أو من جملته " شئ " أو بسببه شئ من الرغبة في الدنيا " فاذكر " لعلاج ذلك وإخراجه عن نفسك " عيش رسول الله صلى الله عليه وآله " أي