44 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن علي بن الحسن بن علي، عن محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن أحدكم ليكثر به الخوف من السلطان، وما ذلك إلا بالذنوب، فتوقوها ما استطعتم، ولا تمادوا فيها (1).
بيان: " وما ذلك إلا بالذنوب " اي الذنوب تصير سببا لتسلط السلاطين والخوف منهم، وما قيل: إن المراد بالذنوب مخالفة السلاطين اي كما أن من خالف بعض السلاطين يخاف بطشه وعقوبته، فلا بد أن يكون خوفه من السلطان الأكبر أعظم وأكثر، فلا يخفى بعده، ثم أمر عليه السلام بالوقاية من الذنوب بقدر الاستطاعة، ونهى عن الاصرار عليها والتمادي فيها، على تقدير الوقوع، وفي المصباح تمادى فلان في الامر إذا لج وداوم على فعله.
25 - الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، رفعه قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا وجع أوجع للقلوب من الذنوب، ولا خوف أشد من الموت، وكفى بما سلف تفكرا، وكفى بالموت واعظا (2).
بيان: " لا وجع أوجع للقلوب من الذنوب " اي الذنوب تصير سببا لهم القلب وحزنه أزيد من غيرها من المخوفات، لان الذنوب تصير سببا للخوف من عقاب الله الذي هو أعظم المفاسد وأشدها، فالمراد به من الهم الحاصل من الذنوب أو المعنى أن الأوجاع والأمراض الصورية والمعنوية والجسمانية والروحانية العارضة للانسان ليس شئ منها أشد تأثيرا في القلب من الذنوب التي هي من الأمراض الروحانية والأوجاع المعنوية.
أو المعنى أن للقلب أمراضا وأوجاعا مختلفة بعضها روحانية، وبعضها جسمانية، وليس شئ منها أشد وأوجع وأشر من الذنوب، فإنها بنفسها أمراض للقلب، كالحقد والحسد، وضعف التوكل وأمثالها، أو سبب لا مراضها فان الذنوب أسباب لضعف الايمان واليقين كما قال سبحانه: " في قلوبهم مرض