رسول الله صلى الله عليه وآله كان ذات يوم جالسا على باب الدار معه علي بن أبي طالب عليه السلام إذ أقبل شيخ فسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله ثم انصرف فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام:
أتعرف الشيخ: فقال له على: ما أعرفه، فقال صلى الله عليه وآله: هذا إبليس، فقال علي عليه السلام:
لو علمت (1) يا رسول الله لضربته ضربة بالسيف فخلصت أمتك منه، قال: فانصرف إبليس إلى علي عليه السلام فقال له: ظلمتني يا أبا الحسن، أما سمعت الله عز وجل يقول: " فشاركهم في الأموال والأولاد "؟ فوالله ما شركت أحدا أحبك في أمه (2).
51 - ومنه عن علي بن حسان الواسطي رفع الحديث قال: أتت امرأة من الجن إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فآمنت به وحسن اسلامها فجعلت تجيئه في كل أسبوع فغابت عنه أربعين يوما ثم أتته فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: ما الذي أبطأ بك يا جنية فقالت: يا رسول الله أتيت البحر الذي هو محيط بالدنيا في أمر أردته، فرأيت على شط ذلك البحر صخرة خضراء وعليها رجل جالس قد رفع يديه إلى السماء وهو يقول:
" اللهم إني أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا ما غفرت لي " فقلت له:
من أنت؟ قال: أنا إبليس، فقلت: ومن أين تعرف هؤلاء؟ قال: إني عبدت ربي في الأرض كذا وكذا سنة، وعبدت ربي في السماء كذا وكذا سنة، ما رأيت في السماء أسطوانة إلا وعليها مكتوب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله علي أمير المؤمنين أيدته به (3).
52 - ومنه عن القاسم بن محمد الأصفهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ظهر إبليس ليحيى بن زكريا عليه السلام وإذا عليه معاليق من كل شئ، فقال له يحيى: ما هذه المعاليق يا إبليس؟ فقال: هذه الشهوات التي أصبتها من ابن آدم، قال: فهل لي منها شئ؟ قال: ربما شبعت فثقلتك عن الصلاة والذكر قال يحيى: لله علي أن لا أملا بطني من طعام أبدا، فقال إبليس: لله علي أن لا أنصح مسلما أبدا، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: يا حفص ولله على جعفر وآل جعفر أن لا يملؤا بطونهم من طعام أبدا ولله على جعفر وآل جعفر أن لا يعملوا للدنيا أبدا (4).