اعترتهم أي غشيتهم، والتعزز: التكبر، واستوهنه أي عده وهنا ضعيفا، نفاسة أي بخلا.
49 - النهج: في الخطبة القاصعة قال أمير المؤمنين عليه السلام: الحمد لله الذي لبس العز والكبرياء واختارهما لنفسه دون خلقه وجعلهما حمى (1) وحرما على غيره واصطفاهما لجلاله وجعل اللعنة على من نازعه فيهما من عباده، ثم اختبر بذلك ملائكته المقربين ليميز المتواضعين منهم من المستكبرين، فقال سبحانه وهو العالم بمضمرات القلوب ومحجوبات الغيوب: " إني خالق بشرا من طين * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس " (2) اعترضته الحمية فافتخر على آدم بخلقه وتعصب عليه لأصله، فعدو الله إمام المتعصبين وسلف المستكبرين الذي وضع أساس العصبية (3) ونازع الله رداء الجبرية وادرع لباس التعزز وخلع قناع التذلل - إلى قوله -: فاعتبروا بما كان من فعل الله بإبليس إذ أحبط عمله الطويل وجهده الجهيد وكان قد عبد الله ستة آلاف سنة لا يدرى أمن سني الدنيا أم من سني الآخرة عن كبر (4) ساعة واحدة، فمن بعد إبليس يسلم (5) على الله بمثل معصيته؟
كلا ما كان الله سبحانه ليدخل الجنة بشرا بأمر أخرج به ملكا، إن حكمه في أهل السماء وأهل الأرض لواحد، وما بين الله وبين أحد من خلقه هوادة (6) في إباحة حمى حرمه على العالمين: فاحذروا عباد الله عدو الله أن يعديكم (7) بدائه وأن