174 - وعن ابن عباس: قال: جاء إبليس في جند من الشياطين ومعه راية في صورة رجال من بني مدلج، والشيطان في صورة سراقة بن مالك بن جعشم، فقال الشيطان:
" لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم " وأقبل جبريل على إبليس فلما رآه وكانت يده في يد رجل من المشركين انتزع إبليس يده (1) وولى مدبرا وشيعته فقال الرجل:
يا سراقة إنك جار لنا، فقال: إني أرى ما لا ترون، وذلك حين رأى الملائكة " اني أخاف الله والله شديد العقاب " (2).
175 - وعن رفاعة الأنصاري: قال: لما رأى إبليس ما تفعل الملائكة بالمشركين يوم بدر أشفق أن يخلص القتل إليه فتشبث به الحارث بن هشام وهو يظن أنه سراقة ابن مالك فوكز في صدر الحارث فألقاه ثم خرج هاربا حتى ألقى نفسه في البحر يرفع يديه فقال: اللهم إني أسألك نظرتك إياي (3).
176 - وعن أبي التياح (4): قال: قال رجل لعبد الرحمن بن خنيش كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وآله كادته الشياطين؟ قال: نعم تحدرت الشياطين من الجبال والأودية يريدون رسول الله صلى الله عليه وآله فيهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق بها رسول الله صلى الله عليه وآله فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وآله فزع منهم وجاءه جبرئيل فقال: يا محمد قل: ما أقول:
" أعوذ بكلمات الله التامات اللاتي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وبرأ وذرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن " قال: فطفئت نار الشياطين وهزمهم الله عز وجل (5).