بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٠ - الصفحة ٢٧٧
سنان عمن أخبره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان عابد في بني إسرائيل لم يقارف من أمر الدنيا شيئا فنخر إبليس نخرة فاجتمعت إليه جنوده فقال: من لي بفلان؟ فقال بعضهم:
أنا (1)، فقال: من أين تأتيه؟ فقال: من ناحية النساء، قال: لست له لم يجرب النساء، فقال له آخر: فأنا له، قال: من أين تأتيه؟ قال: من ناحية الشراب واللذات قال لست له ليس، هذا بهذا قال آخر، فأنا له، قال من أين تأتيه؟ قال: من ناحية البر، قال: انطلق فأنت صاحبه، فانطلق إلى موضع الرجل فأقام حذاءه يصلي، قال: وكان الرجل ينام، والشيطان لا ينام، ويستريح والشيطان لا يستريح.
فتحول إليه الرجل وقد تقاصرت إليه نفسه واستصغر عمله، فقال: يا عبد الله بأي شئ قويت على هذه الصلاة: فلم يجبه، ثم عاد عليه فلم يجبه، ثم عاد عليه فقال:
يا عبد الله إني أذنبت ذنبا وأنا تائب منه، فإذا ذكرت الذنب قويت على الصلاة، قال:
فأخبرني بذنب حتى أعمله وأتوب، فإذا فعلته قويت على الصلاة، فقال: ادخل المدينة فسل عن فلانة البغية فأعطها درهمين ونل منها، قال: ومن أين لي درهمين؟ ما أدري ما الدرهمين؟
فتناول الشيطان من تحت قدمه درهمين فناوله إياهما، فقام فدخل المدينة بجلابيبه يسأل عن فلانة البغية (2) فأرشدوه الناس وظنوا أنه جاء يعظها، فأرشدوه فجاء إليها فرمى إليها بالدرهمين وقال: قومي، فقامت فدخلت منزلها وقالت: ادخل، وقالت: إنك جئتني في هيئة ليس يؤتى مثلي في مثلها، فأخبرني بخبرك، فأخبرها، فقال له: يا عبد الله إن ترك الذنب أهون من طلب التوبة، وليس كل من طلب التوبة وجدها، وإنما ينبغي أن يكون هذا شيطانا مثل لك، فانصرف فإنك لا ترى شيئا، فانصرف وماتت من ليلتها فأصبحت فإذا على بابها مكتوب: احضروا فلانة فإنها من أهل الجنة، فارتاب الناس فمكثوا ثلاثا لا يدفنونها ارتيابا في أمرها، فأوحى الله عز وجل إلى نبي من الأنبياء لا أعلمه إلا موسى بن عمران عليه السلام أن أئت فلانة فصل عليها ومر الناس أن يصلوا عليها

(1) في المصدر: أنا له.
(2) في المصدر: يسأل عن منزل فلانة البغية فأرشده الناس.
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * الباب الأول * تأثير السحر والعين وحقيقتهما زائدا على ما تقدم 1
3 الأقوال في معنى السحر، وأقسام السحر 3
4 بحث حول: ان العين حق 9
5 في أن لبيد بن أعصم اليهودي سحر رسول الله (ص)، فنزلت سورة الفلق 13
6 معنى قوله تعالى عز وجل: " ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد " 14
7 في قول رسول الله (ص): إن العين لتدخل الرجل القبر، والجمل القدر 20
8 في السحر وأصله، وأن الساحر لا يقدر أن يجعل الانسان في صورة الحيوانات 21
9 في أن لبيد بن أعصم اليهودي وأم عبد الله اليهودية سحرا رسول الله (ص) 22
10 نقل وتحقيق في حقيقة السحر من الشيخ قدس سره في الخلاف،... 28
11 في أن السحر يطلق على معان 34
12 * الباب الثاني * حقيقة الجن وأحوالهم 42
13 معنى قوله تبارك وتعالى: " وجعلوا لله شركاء الجن " 44
14 عقائد المجوسي ومعنى الزنديق 46
15 في أن الجان كان أبي الجن، ومعنى الجن 50
16 معنى قوله تعالى: " ومن الجن من يعمل بين يديه " وعمل الجن، وقوتهم 52
17 هل للجن ثواب أم لا، والأقوال فيه 58
18 في قول أم سلمة (رض): ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبي (ص) إلا الليلة العاشورا 65
19 في خليفة علي عليه السلام في الجن 66
20 في قول الإمام الصادق عليه السلام: الآباء ثلاثة: آدم ولد مؤمنا،... 77
21 معجزة من مولانا السجاد عليه السلام وقصة جارية شامية 85
22 محاربة علي عليه السلام مع الجن 86
23 قصة قوم من الجن الذين جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وآله 90
24 قصة هام بن الهيم بن لاقيس بن إبليس وإيمانه 99
25 في قول ابن عباس: الخلق أربعة 114
26 قصة أبي دجانة 125
27 * الباب الثالث * إبليس لعنه الله وقصصه وبدء خلقه ومكائده ومصائده وأحوال ذريته... 131
28 تفسير الآيات وبحث حول أمر الشيطان ووسوسته 139
29 فيما قاله الرازي في تفسيره 147
30 في أن الملائكة والجن كانوا قادرين بقدرة الله تعالى أن يظهروا... 159
31 فيما قالته المعتزلة 162
32 في تمكن الشيطان من النفوذ في داخل أعضاء الانسان 164
33 في أن الشيطان كان مأمورا بالسجود لآدم عليه السلام... 168
34 معنى قوله سبحانه: " وحفظا من كل شيطان مارد " ومعنى الشهب 186
35 معنى قوله عز وجل: " من شر الوسواس الخناس " 193
36 في أن الكفر أقدم على الشرك 198
37 علة الغائط ونتنه، وعلة بلية أيوب عليه السلام 200
38 في قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: النوم على أربعة 203
39 العلة التي من أجلها يغتم الانسان ويحزن من غير سبب ويفرح ويسر من غير سبب 205
40 في مصارعة علي عليه السلام مع الشيطان 208
41 فيما قاله الشيطان لإبراهيم عليه السلام لما حج وأراد أن يذبح ابنه 208
42 في امرأة جنية 216
43 في أن إبليس يأتي الأنبياء عليهم السلام ويتحدث إليهم 226
44 في أن إبليس تمثل في أربع صور، يوم بدر في صورة سراقة، يوم العقبة في... 233
45 كيف جعل الله تعالى لنفسه ولعباده عدوا 235
46 في قول ابن عباس: لما مضى لعيسى عليه السلام ثلاثون سنة بعثه الله تعالى... 239
47 في أن إبليس لعنه الله عبد الله في السماء سبعة آلاف سنة في ركعتين 240
48 معنى الرجيم 242
49 في قول إبليس: خمسة أشياء ليس لي فيهن حيلة 248
50 فيما قاله إبليس لعنه الله لنوح عليه السلام 250
51 فيما قاله إبليس لعنه الله لعيسى عليه السلام 252
52 فيما يتباعد الشيطان من الانسان 261
53 توضيح في بول الشيطان في اذن الانسان 263
54 قصة عابد الذي غواه واحد من جند إبليس بالعبادة 270
55 في قول الباقر عليه السلام: كان قوم لوط عليه السلام من أفضل قوم خلقهم الله 278
56 قصة سليمان عليه السلام والجن وملك الموت والأرضة 279
57 فيما جرى بين موسى عليه السلام وإبليس وانه لا يسجد بقبر آدم عليه السلام 280
58 بحث وتحقيق وبيان في أن الجن والشياطين أجسام لطيفة 283
59 في أن إبليس هل كان من الملائكة أم لا 286
60 فيما افترق الملائكة والجن 287
61 في أن الجن والشياطين مكلفون، وأن مؤمني الجن وفساق الشيعة كانوا في... 291
62 هل كان قبل إبليس كافر أو لا 309
63 في أن قراءة آية الكرسي تأجر الانسان من الشياطين 316
64 حجة المنكرون لوجود الجن والشياطين 321
65 أجوبة لمنكري الجن والشياطين 323
66 الأخبار الدالة على وجود الجن والشياطين 328
67 تحقيق الكلام في الوسوسة 333
68 فيما قالت المعتزلة 346