الكسوف مستخرجا منها وصادرا عنها؟! وهذا يؤدي إلى أنهم المدبرون للعالم إذ كانت أفعالهم سببا لما توجبه الكوكب.
ثم أورد - ره - كثيرا من هذه الالزامات المسكتة عليهم، ثم قال: والصور عندهم لا تثبت في مواضعها ولا تستقر على أقسامها، وصورة الحمل التي يقولون إنها أول البروج قد سفل إلى مكان البرج الثاني، والحمل في الحوت، إذ الثوابت متحركة عندهم بحركة بطيئة خفية، ولخفاء حركتها سموها الثابتة، وإن وجدوها في الارصاد مختلفة. وقال الصوفي في كتاب الصور: إن مواضع هذه الصور التي على منطقة فلك البروج كانت منذ ثلاثة آلاف سنة في غير هذه الأقسام، وإن صورة الحمل كانت في القسم الأول وكان يسمى الأول من البروج الثور، والثاني الجوزاء، والثالث السرطان، ولما جددوا الارصاد في أيام (طيموخارس) وجدوا صورة الحمل قد انتقلت إلى القسم الأول من الأقسام الاثني عشر الذي هو بعد نقطة التقاطع غيروا أساميها، فسموا القسم الأول الحمل، والثاني الثور والثالث الجوزاء. قال: ولا يخالفنا أحد في أن هذه الصور تنتقل حركاتها على مر الدهور على أماكنها، حتى تصير صورة الحمل في القسم التاسع الذي للميزان وصورة الميزان في القسم الأول الذي للحمل، فيسمى أول البروج الميزان، و الثاني العقرب ثم مر في كلامه موضحا عما ذكرناه من تنقلها الموجب لتغير أسماء بروجها: وهم مجمعون على أن الكوكبين المتقاربين المعروفين بالشرطين على قرني الحمل، وهما أول منازل القمر، فيجب أن يكونا أول البروج الاثني عشر ومن امتحنهما في وقتنا هذا وهو من سنة ثمان وعشرين وأربعمائة للهجرة الموافقة لسنة ألف وثلاثمائة وثمان وأربعين لذي القرنين وجد أحدهما في عشرين درجة من من الحمل والأخرى في إحدى وعشرين منه، أعني من البرج الأول، فأي برج من البروج الاثني عشر يبقى على صورة واحدة؟ وكيف يثبت الحكم لأول البروج بأنه دال على الوحوش وعلى كل ذي ظلف؟ وقد انتقلت إليه أكثر صورة الحوت وكذلك حال جميع البروج.