وأقول: الأصوب في الجواب عن الثالث أن يقال: قد ظهر أن للسماء أبوابا يصعد منها الملائكة وصعد منها نبينا صلى الله عليه وآله وعيسى وإدريس عليهما السلام بل أجساد سائر الأنبياء والأوصياء بعد وفاتهم على قول وقد ورد في الاخبار أن الجن كانوا يصعدون قبل عيسى عليه السلام إلى ما تحت العرش، وبعد بعثته كانوا يصعدون إلى الرابعة وبعد بعثة النبي صلى الله عليه وآله منعوا عن صعود السماء مطلقا بالشهب، فصعودهم إما من أبوابها أو لكونهم أجساما لطيفة يمكنهم النفوذ في جرمها، ولعل المراد بالفطور فيها أن ترى فيها شقوق وثقب، أو تنهدم وتنحل أجزاؤها، فلا إشكال في ذلك.
1 - العلل والعيون والخصال: في خبر الشامي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه سأله مم خلق السماوات؟ قال: من بخار الماء، وسأله عن سماء الدنيا مما هي؟
قال: من موج مكفوف، وسأله كم طول الكواكب وعرضه؟ قال: اثنا عشر فرسخا في اثني عشر فرسخا، وسأله عن ألوان السماوات السبع وأسمائها فقال له: اسم السماء الدنيا (رفيع) وهي من ماء ودخان، واسم السماء الثانية (قيدوم) وهي على لون النحاس، والسماء الثالثة اسمها (الماروم) وهي على لون الشبه، والسماء الرابعة اسمها (أرفلون) وهي على لون الفضة، والسماء الخامسة اسمها (هيعون (1)) وهي على لون الذهب، والسماء السادسة اسمها عروس وهي ياقوتة خضراء، والسماء السابعة اسمها (عجماء) وهي درة بيضاء (2) (الخبر).
بيان: (من موج مكفوف) أي من جسم مواج ممنوع من السيلان بقدرته سبحانه، أو بأن أجمدها بعد ما كانت سيالة، ويحتمل أن يكون كناية عن كونها مخلوقة من جسم لطيف قد استقر في محله ولا ينزل ولا يسيل، أو موجها كناية عن تلألؤ الكواكب فيها بناء على أنها فيها، ويمكن أن يكون المقدار المذكور للكوكب لأصغر الكواكب التي في المجرة، إذا المرصودة منها على المشهور أكبر من ذلك بكثير، بل ما سوى القمر والسفليين أكبر من الأرض بأضعافها، و