لا يختلفان، فإذا جاز أن تكون دلالة النجوم مختلفة في سعادة هذين الولدين فما أنكروا أن يكون مقادير أعمارهما أيضا مختلفة؟ واختلفوا في تقويم الكواكب باختلاف الزيجات، ولا برهان على فساد بعضها وصواب بعضها، فربما يوجد في تقويم الشمس من التفاوت خمس درج، وتختلف درج الطوالع وبروج التحاويل بسبب ذلك فتفسد الاحكام.
ثم أورد عليهم كثيرا من الاختلافات والتناقضات لا نطيل الكلام بإيرادها.
وقال الشيخ إبراهيم بن نوبخت في كتاب (الياقوت): قول المنجمين يبطله قدم الصانع واشتراط اختياره، ويلزم عليهم أن لا يستقر الفعل على حال من الأحوال، وقول أهل الطبائع يبطل بمثل ذلك.
وقال العلامة - ره - في شرحه: اختلف قول المنجمين على قسمين: أحدهما قول من قال إن الكواكب السبعة حية مختارة، والثاني قول من قال إنها موجبة والقولان باطلان، أما الأول فلأنهما أجسام محدثة فلا تكون آلهة، ولأنها محتاجة إلى محدث غير جسم فلا بد من القول بالصانع. وأما الثاني فلان الكوكب المعين كالمريخ مثلا إذا كان مقتضيا للحرب لزم دوام وقوع الهرج والمرج في العالم، و أن لا يستقر أفعالهم على حال من الأحوال، ولما كان ذلك باطلا كان ما ذكروه باطلا (1). وأما القائلون بالطبائع الذين يسندون الأفعال إلى مجرد الطبيعة فيبطل قولهم بمثل ذلك أيضا، فإن الطبيعة قوة جسمانية وكل جسم محدث فكل قوة حالة فهي محدثة تفتقر إلى محدث غير طبيعته، وإلا لزم التسلسل، فلا بد من القول بالصانع سبحانه وتعالى.
وقال السيد الشريف المرتضى - ره - في كتاب (الغرر والدرر) في أجوبة