وأربعون صورة، كل صورة منها تشتمل على كواكبها، وهي الصور التي أثبتها بطلميوس في المجسطي، بعضها في النصف الشمالي من الكرة، وبعضها على منطقة البروج التي هي طريقة الشمس والقمر والكواكب السريعة السير، وبعضها في النصف الجنوبي منها، فسموا كل صورة منها باسم الشئ المشبه بها، فبعضها على صورة الانسان مثل كوكبة الجوزاء، وكوكبة الجاثي على ركبتيه وكوكبة العواء (1) وبعضها على صورة الحيوانات البرية والبحرية، مثل الحمل والثور والسرطان والأسد والعقرب والحوت والدب الأكبر والدب الأصغر، وبعضها خارج عن شبه الانسان وسائر الحيوانات، مثل الإكليل والميزان، وإنما فعلوا ذلك ليكون لكل كوكب اسم يعرف به متى أشاروا إليه، لمعرفة أوقات الليل والطالع في كل وقت وأشياء عظيمة المنفعة (انتهى).
ثم قال الكراجكي: وهو دليل واضح على أن الصور والاشكال والأسماء والألقاب ليست على سبيل الواجب والاستحقاق، وإنما هي اصطلاح واختيار، ولو غيرت عن ذلك إلى تشبيه آخر لأمكن وجاز. ثم إنهم بعد هذه الحال جعلوا كثيرا من الاحكام مستخرجا من هذه الصور والاشكال، ومنتسبا إلى الأسماء الموضوعة والألقاب، حتى كأنها على ما ذكروه بنحو واجب ودليل عقل ثبت!
فقالوا إن الحكم على الكسوف على ما حكاه ابن هنبثي عن بطلميوس أنه إذا كان البرج الذي يقع فيه الكسوف من ذوات الأجنحة مثل العذراء والرامي والدجاجة والنسر وما أشبهها كان الحادث في الطير الذي يأكله الناس، وإن كان في صورة الحيوان مثل السرطان والدلفين كان الحادث في الحيوانات البحرية أو النهرية. وفي هذه فضيحة عظيمة. أما يعلم هؤلاء القوم أنهم الذين جعلوا ذوات الأجنحة بأجنحة والصور البحرية بحرية؟! وأنه لولا ما فعلوه لم يكن شئ مما ذكروه، فكيف صارت أفعالهم التي ابتدعوها وتشبيهاتهم التي وضعوها موجبة لان يكون حكم