هذه الأخبار الايمان بها مجملا، ورد علمها إليهم عليهم السلام.
ثم اعلم أنه على الوجه الأخير الضمير في قوله (وهو العلم) راجع إلى النور الأبيض، وعلى سائر الوجوه راجع إلى العرش، أي وقد يطلق العرش على العلم أيضا، أو العرش المركب من الأنوار الأربعة هو العلم.
(أبصر قلوب المؤمنين)) أي ما أبصروا وعلموا.
(عاداه الجاهلون) لان الجهل مساوق الظلمة التي هي ضد النور، والمعاداة إنما تكون بين الضدين كذا قيل، والأظهر أن المراد به أن غاية ظهوره صارت سببا لخفائه كما قيل (يا خفيا من فرط الظهور) فإنه لو لم يكن للشمس غروب وأفول كان يشتبه على الناس أن ضوء النهار منها، ولما كان شمس عالم الوجود في نهاية الاستواء والكمال أبدا وفيضه جار على المواد القابلة دائما يتوهم الملحد الجاهل أنها بأنفسها موجودة غنية عن العلة أو منسوبة إلى الدهر أو الطبيعة.
(ابتغى) أي طلب، ولعل المعنى أن نوره سبحانه لما طلع على عالم الوجود وآثاره سبحانه ظهر في كل موجود طلبه جميع الخلق، لكن بعضهم أخطؤوا طريق الطلب وتعيين المطلوب، فصاروا حيارى، فمنهم من يعبد الصنم لتوهمه أن مطلوبه هناك، ومنهم من يعتقد الدهر أو الطبيعة لزعمه أن أحدهما إلهه ومدبره، فكل منهم يعلمون اضطرارهم إلى خالق ورازق وحافظ ومدبر، ويطلبونه ويبتغون إليه الوسيلة، لكنهم لضلالهم (1) وعما هم خاطئون وعن الحق معرضون، وهذا المعنى الذي خطر بالبال من غوامض الاسرار، وله شواهد من الاخبار، وإنما أو مأنا إليه على الاجمال، إذ بسط المقال فيه يؤدي إلى إبداء ما تأبى عنه الأذهان السقيمة لكن تستعذبه العقول المستقيمة.
(الممسك لهما) أي للسماوات والأرض (والمحيط) بالجر عطفا على ضمير لهما و (من) بيان له أي الممسك للشئ المحيط بهما، أو متعلق بقوله (أن تزولا) وقوله (من شئ) للتعميم ويجوز رفعه بالعطف على الممسك، و (من) بيان لضمير