توضيح: الجاثليق - بفتح الثاء - رئيس للنصارى في بلاد الاسلام بمدينة السلام، ذكره الفيروزآبادي. (أن تزولا) أي يمسكهما كراهة أن تزولا بالعدم والبطلان، أو يمنعهما ويحفظهما أن تزولا، فإن الامساك، متضمن للمنع والحفظ وفيه دلالة على أن الباقي يحتاج في بقائه إلى المؤثر (إن أمسكهما) أي ما أمسكهما من أحد (من بعده) أي من بعد الله، أو من بعد الزوال، و (من) الأولى زائدة للمبالغة في الاستغراق، والثانية للابتلاء (فأخبرني عن قوله) لعله توهم المنافاة من جهتين: الأولى أن حملة العرش ثمانية وقلت هو سبحانه حامله والثانية أن الثمانية إذا حملوا عرشه فقد حملوه أيضا لأنه على العرش وقلت إنه حامل جميع ما سواه خلقه الله من أنوار أربعة.
أقول: قد تحيرت الافهام في معني تلك الأنوار التي هي من غوامض الاسرار فمنهم من قال هي الجواهر القدسية العقلية التي هي وسائط جوده تعالى، وألوانها كناية عن اختلاف أنواعها الذي هو سبب اختلاف الأنواع الرباعية في هذا العالم الحسي، كالعناصر والأخلاط وأجناس الحيوانات أعني الانسان والبهائم والسباع والطيور، ومراتب الانسان أعني الطبع والنفس الحساسة والنفس المتخيلة و العقل، وأجناس المولدات كالمعدن والنبات والحيوان والانسان. وقيل: إنه تمثيل لبيان تفاوت تلك الأنوار بحسب القرب والبعد من نور الأنوار، فالنور الأبيض هو الأقرب، والأخضر هو الأبعد، فكأنه ممتزج بضرب من الظلمة، و الأحمر هو المتوسط بينهما، ثم ما بين كل اثنين ألوان أخرى كألوان الصبح و الشفق المختلفة في الألوان لقربها وبعدها من نور الشمس. وقيل: المراد بها صفاته تعالى فالأخضر قدرته على إيجاد الممكنات وإفاضة الأرواح التي هي عيون الحياة ومنابع الخضرة، والأحمر غضبه وقهره على الجميع بالاعدام والتعذيب والأبيض رحمته ولطفه على عباده، قال تعالى (أما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله).
وأحسن ما سمعته في هذا المقام ما استفدته من والدي العلامة - رفع الله