النسر وهو سيد الطير (1) وهو يطلب إلى الله ويتضرع إليه ويطلب الشفاعة والرزق لجميع الطير، والملك الرابع في صورة الأسد وهو سيد السباع وهو يرغب إلى الله ويتضرع إليه ويطلب الشفاعة والرزق لجميع السباع، ولم يكن في هذه الصور أحسن من الثور، ولا أشد انتصابا منه حتى اتخذ الملاء من بني إسرائيل العجل فلما عكفوا عليه وعبدوه من دون خفض الملك الذي في صورة الثور رأسه استحياء من الله أن عبد من دون الله شئ يشبهه، وتخوف (2) أن ينزل به العذاب. ثم قال عليه السلام: إن الشجر لم يزل حصيد اكله حتى دعي للرحمن ولد، عز الرحمن وجل أن يكون له ولد، فكادت (3) السماوات يتفطرن منه، وتنشق الأرض، و تخر الجبال هدا، فعند ذلك اقشعر الشجر وصار له شوك، حذارا أن ينزل به العذاب، فما بال قوم غيروا سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وعدلوا عن وصيه لا يخافون أن ينزل بهم العذاب؟! ثم تلا هذه الآية (الذين بدلوا نعمة الله كفروا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار (4)) ثم قال: نحن والله نعمة الله التي أنعم الله بها على عباده، بنا فاز من فاز (5).
بيان: قد تحمل هؤلاء الحملة على أرباب الأنواع التي قال بها أفلاطون وأضرابه، وما يظهر من صاحب الشريعة لا يناسب ما ذهبوا إليه بوجه، كما لا يخفى على العارف بمصطلحات الفريقين.
39 - تفسير علي بن إبراهيم: عن أبيه، عن النضر، عن موسى بن بكر عن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله (وسع كرسيه السماوات والأرض) قال:
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى (وسع كرسيه السماوات والأرض) السماوات والأرض وسعن الكرسي أم الكرسي وسع السماوات والأرض؟ قال: بل الكرسي