فقالوا: سددت الأبواب وتركت بابه؟ فقال: ما أنا سددته ولا أنا تركته، قال: و بعث رسول الله صلى الله عليه وآله عمر بن الخطاب ورجلا آخر إلى خيبر فرجعا منهزمين، فقال النبي صلى الله عليه وآله: لا عطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله - في ثناء كثير - قال: فتعرض لها غير واحد، فدعا عليا عليه السلام فأعطاه الراية فلم يرجع حتى فتح الله له، والرابعة يوم غدير خم أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فرفعها حتى رئي بياض آباطهما، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى قال: فمن كنت مولاه فعلى مولاه، والخامسة خلفه رسول الله صلى الله عليه وآله في أهله ثم لحق به، فقال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (1).
23 - الخصال: الأشناني، عن جده، عن محمد بن الغفار، عن عبد الله بن صالح عن إسرائيل، عن حكيم بن جبير، عن مجاهد، عن عبد الله بن شداد، عن ابن عباس قال: كانت لعلي عليه السلام ثمانية عشرة منقبة لو لم يكن له إلا واحدة لنجا، و لقد كانت له ثلاثة عشرة (2) منقبة لم تكن لاحد في هذه الأمة (3).
24 - المحاسن: أبي، عن ابن أبي عمير، عن بعض رجاله قال: قال أبو سعيد الخدري كنت مع النبي صلى الله عليه وآله بمكة إذ ورد عليه أعرابي طويل القامة عظيم الهامة محتزم بكساء وملتحف بعباء قطواني قد تنكب قوسا له وكنانة، فقال للنبي صلى الله عليه وآله: يا محمد أين علي بن أبي طالب من قلبك؟ فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله بكاء شديدا حتى ابتلت وجنتاه من دموعه وألصق خده بالأرض، ثم وثب كالمنفلت من عقاله وأخذ بقائمة المنبر، ثم قال: يا أعرابي والذي فلق الحبة وبرأ النسمة وسطح الأرض على وجه الماء لقد سألتني عن سيد كل أبيض وأسود وأول من صام وزكى وتصدق وصلى القبلتين وبايع البيعتين وهاجر الهجرتين وحمل الرايتين وفتح بدرا وحنين ثم لم يعص الله طرفة عين، قال: فغاب الاعرابي من بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال