لا يستجاب له، إن قوما من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما نزلت: " ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب (1) " أغلقوا الأبواب وأقبلوا على العبادة وقالوا: قد كفينا، فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) فأرسل إليهم، فقال: ما حملكم على ما صنعتم؟ فقالوا: يا رسول الله صلى الله تكفل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة، فقال: إنه من فعل ذلك لم يستجب له، عليكم بالطلب (2).
112 - الكافي: العدة، عن ابن عيسى، عن البزنطي، عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما هاجرت (3) النساء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) هاجرت فيهن امرأة يقال لها: أم حبيب، وكانت خافضة تخفض الجواري فلما رآها رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لها: أم حبيب العمل الذي كان في يدك هو في يدك اليوم؟ قالت: نعم يا رسول الله إلا أن يكون حراما فتنهاني عنه، قال: لابل حلال، فادني مني حتى أعلمك، قال: فدنت منه فقال: يا أم حبيب إذا أنت فعلت فلا تنهكي، أي لا تستأصلي، وأشمي فإن أشرق للوجه وأحظى عند الزوج قال: وكان لام حبيب أخت يقال لها: أم عطية، وكانت مقينة، يعني ماشطة فلما انصرفت أم حبيب إلى أختها أخبرتها بما قال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأقبلت أم عطية إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فأخبرته بما قالت لها أختها، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): ادني مني يا أم عطية، إذا أنت قينت الجارية فلا تغسلي وجهها بالخرقة، فإن الخرقة تشرب ماء الوجه (4).
بيان: قوله (صلى الله عليه وآله): أشمي، قال الجزري: شبه القطع اليسير بإشمام الرائحة والنهك بالمبالغة فيه، أي اقطعي بعض النواة ولا تستأصليها، وقال: حظيت المرأة عند زوجها: دنت من قلبه وأحبها، انتهى، وقنيت الماشطة العروس تقيينا: زينتها.
113 - الكافي: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة عن الفضيل وزرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: " ومن الناس من يعبد الله على