ثم رفع (عليه السلام) يده وبكى وقال: اللهم إن هؤلاء لشرذمة قليلون فاجعل محياهم محيانا ومماتهم مماتنا ولا تسلط عليهم عدوا لك فتفجعنا بهم فإنك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبدا في أرضك (1).
[357] وقال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من نبي جاء قط إلا بمعرفة حقنا وبفضلنا على من سوانا (2).
[358] وروي عنه (عليه السلام) أنه قال: إذا كان يوم القيامة يجمع الله الأولين والآخرين لفصل الخطاب، فيدعو رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويدعو أمير المؤمنين (عليه السلام)، فيكسى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حلة خضراء تضيء ما بين المشرق والمغرب، ويكسى علي (عليه السلام) مثلها، ثم يكسى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حلة وردية تضيء ما بين المشرق والمغرب، ويكسى علي (عليه السلام) مثلها، ثم يدعى بنا فيدفع إلينا حساب الناس; فنحن والله ندخل أهل الجنة الجنة وندخل أهل النار النار، ثم يدعى بالنبيين فيقامون صفين عند عرش الله حتى نفرغ من حساب الناس، فإذا ادخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار بعث الله - تعالى - عليا (عليه السلام) إلى الجنة فأنزلهم منازلهم فيها وزوجهم بالحور، فعلي هو - والله - الذي يزوج أهل الجنة وما ذلك لأحد غيره، كرامة من الله له وفضلا ومنة، وهو والله يدخل أهل النار النار، ويغلق الأبواب إذا دخلوا فيهما; لأن أبواب الجنة إليه وأبواب النار إليه (3).
[359] وروى يونس بن سعيد قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ذات يوم فقال لي:
إذا كان يوم القيامة وجمع الله - تعالى - الناس كلهم فأول من ينادى نوح فيقال له:
هل بلغت؟