[أن كل شيء من خلق الله يذكر محمدا وآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)] قال - سبحانه -: (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) (1).
وقال - تعالى -: (سبح لله ما في السماوات وما في الأرض) (2) في غير موضع / فصح أن كل شيء من خلقه يسبح الله حقيقة لا مجازا، كما قاله بعض المتكلمين، وتأوله على معنى: أن الخليقة تشهد لخالقها بخلقه إياها، لا أنها تسبح أجمع حقيقة.
ويدل على بطلان هذا قوله - سبحانه - (ولكن لا تفقهون تسبيحهم) ولو كان كما تأوله كان كل عاقل يفقهه.
وحديث الحسين بن علي (عليهما السلام) الذي ذكر فيه كل صنف يسبح بتسبيح غير تسبيح الصنف الآخر وبينه، فإنه كذلك يدل على ما قلناه، فإذا ثبت أن كل مسبح يسبح الله ويحمده فهو بتعليم محمد وعلي وآلهما (عليهم السلام).
[116] روى ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث طويل يقول فيه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): ثم خلق الملائكة فسبحنا فسبحت الملائكة، وهللنا فهللت الملائكة، وكبرنا فكبرت الملائكة، فكان ذلك من تعليمي وتعليم علي، وكان ذلك في علم الله السابق (3) أن تتعلم الملائكة منا التسبيح والتهليل والتكبير، وكل من سبح الله وكبره وهلله فبتعليمي وتعليم علي... إلى آخره.
فقد ثبت في الكتاب أن كل شيء يسبح الله ويذكره، وثبت في الحديث أنه بتعليم محمد وعلي (عليهما السلام)، وتقدم أن اسم محمد لا ينفك عن اسم الله، يذكر الرسول عند ذكر الرب - سبحانه -.
وثبت أن آل محمد (عليهم السلام) يذكرون عند ذكر محمد (4) (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا يرفع عمل عند ترك