وقال الله - سبحانه -: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) (1).
وقال - سبحانه -: (وأتوا البيوت من أبوابها) (2).
[إن المؤمن يأكل ويشرب ويتنعم بعد موته] ثم نرجع إلى البحث عن معاني حديث يونس بن ظبيان:
فقوله (عليه السلام): «فإذا قبضه الله إليه صير تلك الروح إلى الجنة في صورة كصورته، فيأكلون ويشربون، وإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدنيا».
صدق عليه السلام، فقد روى صاحب الاحتجاج عن الصادق (عليه السلام):
[34] إن الروح لا توصف بثقل ولا خفة وهي جسم رقيق قد البس قالبا كثيفا فهي بمنزلة الريح في الزق فإذا نفخت فيه امتلأ الزق منها فلا يزيد في وزن الزق ولوجها ولا ينقصه خروجها، وكذلك الروح ليس لها وزن ولا ثقل (3).
فحينئذ لابد لها من قالب تقوم به ويقوم بها، ويأكل البدن ويشرب، فحياته بها وبملازمتها إياه، وبه تعرف وتقصد وتحدث، وبها يأمر وينهى ويثاب ويعاقب، وقد تفارقه ويلبسها الله - تعالى - غيره على ما تقتضيه حكمته، كما جاء في هذا الحديث وغيره: أن أرواح المؤمنين يأكلون ويشربون ويتحدثون ويزورون أهاليهم (4)، وكل هذا يدل على ما قالوه (عليهم السلام) من الذي ينقلها الله إليه مثل قالبها الأول.
[35] وروى الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي (رحمه الله) في مصباحه في الزيارة الجامعة التي خرجت من الناحية المقدسة يزار بها كل إمام إذا حضر مشهده في