ومما يدل على نفاقهما وكفرهما في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) [132] ما رواه محمد بن يعقوب الكليني في «الكافي» بإسناده عن أبي بصير قال:
بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم جالس إذ أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن فيك شبها من عيسى بن مريم، ولولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملأ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة.
قال: فغضب الأعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش معهم وقالوا: أما (1) رضي أن يضرب لابن عمه مثلا إلا عيسى بن مريم; فأنزل الله على نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم): (ولما ضرب ابن مريم مثلا) (2) إلى آخر الآية (3).
[133] وروى بإسناده فيه عن يونس بن صهيب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أقبل يقول لأبي بكر في الغار - وقد أخذته الرعدة (4) -: أسكن فإن الله معنا، وهو لا يسكن، فلما رأى [رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)] حاله قال له: أتريد (5) أن أريك أصحابي من الأنصار في مجالسهم يتحدثون وأريك (6) جعفرا وأصحابه في البحر يعومون (7)؟ [قال: نعم] ومسح (8) رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده على وجهه فنظر إلى الأنصار يتحدثون في مجالسهم (9)، ونظر إلى جعفر وأصحابه يعومون في البحر (10) فأضمر في (11) تلك الساعة أنه سحر (12) (13).