قد عمر ما يتذكر فيه من تذكر، يقول فيما ذهب: لو كنت عملت ونصبت كان ذخرا لي، ويعصي ربه عز اسمه فيما بقي غير مكترث (1)، إن سقم لم يندم على العمل (2) وإن صح أمن واغتر وأخر العمل، معجب بنفسه ما عوفي، وقانط إذا ابتلي (3). إن رغب أشر (4)، وإن بسط له هلك، تغلبه نفسه على ما يظن، ولا يغلبها على ما يستيقن (5)، لا يثق من الرزق بما قد ضمن له، ولا يقنع بما قسم له. لم يرغب قبل أن ينصب، ولا ينصب فيما يرغب. إن استغنى بطر، وإن افتقر قنط، فهو يبتغي الزيادة وإن لم يشبع (6)، ويضيع من نفسه ما هو أكره (7). يكره الموت لإساءته، ولا يدع الإساءة في حياته. إن عرضت شهوته واقع الخطيئة ثم تمنى التوبة، وإن عرض له عمل الآخرة دافع. يبلغ في الرغبة حين يسأل، ويقصر في العمل حين
(٣٣١)