ما أهمك، واخلط الشدة باللين، وارفق ما كان الرفق أبلغ، واعتزم (1) على الشدة متى لم تغن عنك إلا الشدة. قال: فخرج مالك الأشتر رضي الله عنه فأتى رحله، وتهيأ للخروج إلى مصر، وقدم أمير المؤمنين عليه السلام أمامه كتابا إلى أهل مصر:
بسم الله الرحمن الرحيم، سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وأسأله الصلاة على نبيه محمد وآله، وإني قد بعثت إليك عبدا من عباد الله، لا ينام أيام الخوف، ولا ينكل (2) عن الأعداء حذار الدوائر (3). من أشد عبيد الله بأسا (4)، وأكرمهم حسبا، أضر على الفجار من حريق النار، وأبعد الناس من دنس أو عار، وهو مالك بن الحارث الأشتر، لا نابي الضرس ولا كليل الحد، حليم في الحذر (5)،