الله عليك ذنوبك برحمته والبس باطنك كما البست ظاهرك بثوبك وليكن باطنك من الصدق في ستر الهيبة وظاهرك في ستر الطاعة واعتبر بفضل الله عز وجل حيث خلق أسباب اللباس ليستر العورات الظاهرة وفتح أبواب التوبة والإنابة والإغاثة ليستر بها العورات الباطنة من الذنوب واخلاق السوء ولا تفضح أحدا حيث ستر الله عليك ما أعظم منه واشتغل بعيب نفسك واصفح عما لا يعنيك حاله وأمره واحذر ان يفنى عمرك بعمل غيرك ويتجر برأس مالك غيرك فتهلك نفسك فإن نسيان الذنوب من أعظم عقوبة الله تعالى العاجل وأوفر أسباب العقوبة في الاجل وما دام العبد مشتغلا بطاعة الله تعالى ومعرفة عيوب نفسه وترك ما يشين في دين الله عز وجل فهو بمعزل عن الآفات غائص في بحر رحمة الله تعالى يفوز بجواهر الفوائد من الحكمة والبيان وما دام ناسيا لذنوبه جاهلا لعيوبه راجعا إلى حوله وقوته لا يفلح إذا ابدا
(٣١)