إن طرح الشهيد للتفريعات التحقيقية والفقهية القيمة ذات الطابع الابتكاري الحديث، وبسطه الفقه الشيعي وفتحه آفاقا جديدة له، أكسبه حلة بهية وذوقا رفيعا ومكانة شامخة، تجلت بأنصع الصور وأروعها، فغدت (الألفية) و (النفلية) و (القواعد والفوائد) و (الدروس) و (الذكرى) و (غاية المراد) و (اللمعة الدمشقية) وغيرها، من مصادر الفقه الشيعي ومراجعه المهمة، التي تعكس بكل وضوح هيبة مدرسة أهل بيت العصمة والطهارة بأرقى خصائصها ومميزاتها.
وللمكانة التي نالها دور الشهيد وفكره الوقاد، فقد سار على دربه وتبع نهجه فقهاء الطائفة وأساطينها، وذلك زهاء ما يقارب القرن والنصف، وهم وإن طرحوا في آثارهم ومؤلفاتهم بعض المباني الجديدة والآراء المبتكرة، إلا أن السمة البارزة عليها بيان أفكاره وشرح نظرياته وآرائه.
ومن أبرز هؤلاء الفقهاء:
ابن الخازن الحائري، زين الدين علي بن الحسن (م أوائل القرن التاسع).
ابن المتوج البحراني، أحمد بن عبد الله (م 820) صاحب النهاية في تفسير الخمسمائة آية.
الفاضل المقداد، المقداد بن عبد الله السيوري الحلي (م 826) صاحب التنقيح الرائع وكنز العرفان.
ابن فهد، أحمد بن محمد بن فهد الأسدي الحلي (م 841) صاحب المهذب البارع والموجز الحاوي والمقتصد وغيرها.
شمس الدين محمد بن شجاع القطان الحلي (م النصف الأول من القرن التاسع) صاحب معالم الدين في فقه آل ياسين.
المفلح بن الحسن الصيمري (م بعد سنة 887) صاحب كشف الالتباس وغاية المرام وغيرهما.
ابن هلال، علي بن محمد بن هلال الجزائري (م بعد سنة 909).