فمات وورث علمه أهله فالعلم هناك.
* الشرح:
قوله: (سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن النجوم) (1) أي عن علم النجوم وأحكامها (أحق هي؟ فقال: نعم إن الله عز وجل بعث المشتري إلى الأرض - اه) الظاهر أن هذا محمول على ظاهره ولا باعث للعدول عنه لأن الذي يقدر أن يجعل العصا حية ويخرج الناقة الجسيمة مع حملها من الجبل يقدر أن ينزل المشتري لتعليم بعض العلوم الغريبة والآثار السماوية، ثم هذه الرواية والتي تليها دلت على حقيقة علم النجوم وحقيقة أهله وقد وقع في بعض الروايات ذمهما فوجه الجمع أن الله سبحانه جعل للأشياء أسبابا كما جعل الشمس سببا لإضاءة العالم وجعل اتصال الكواكب بعضها ببعض سببا لنزول المطر أو لغير ذلك من الأمور المعلومة في علم النجوم، فمن جعل هذه الأمور أسبابا وعلامات لما يترتب عليها لا بالاستقلال بل بفعل الله تعالى شأنه فهو ليس بمذموم، وأما من جعل هذه الأمور علة موجدة بالاستقلال سواء اعتقد ذلك أو لا لكن أتى بعبارة موهمة لذلك فهو مذموم بل كافر بالله تعالى وذلك كما كانت العرب ينسبون المطر إلى النجوم لأن ثمانية وعشرين كوكبا معروفة المطالع في السنة وهي المسماة بمنازل القمر الثمانية والعشرين يسقط منها في كل