والخطاب في جاؤوك وهذا أنسب بقوله: (أي لو جاؤوك يا علي فاستغفروا مما صنعوا واستغفر لهم الرسول) أي مما صنعوا حذف بقرينة السابق (لوجدوا الله توابا رحيما) (فلا وربك) لا زائدة لتأكيد القسم كما قيل (حتى يحكموك) أي يجعلونك حاكما تقول حكمته في مالي تحكيما إذا جعلت الحكم اليه (فيما شجر بينهم) أي فيما اختلف من الأمر بينهم وتنازعوا فيه (فقال أبو عبد الله (عليه السلام) هو والله على بعينه) أي هو المراد بالخطاب في يحكموك (ثم لا يجدوا في أنفسهم) بعد تحكيمهم إياه (حرجا) أي ضيقا وشبه إنكار (مما قضيت على لسانك يا رسول الله) أشار إلى أن الخطاب في «قضيت» له (عليه السلام) ولولا هذا التفسير لأمكن جعل الخطاب لعلي عليه السلام (يعني به) أي الموصول (ولاية علي عليه السلام) وعلى تقدير امكان ما ذكر يراد بالموصول قضاءه وحكمه (ويسلموا تسليما لعلي) (عليه السلام) في قضائه وحكمه فيما اختلفوا فيه وفي غيره، أو المراد بالتسليم الإخبات له وهو الخشوع والتواضع وقد فسره به الصادق (عليه السلام) في كتاب الحجة. واعلم أن كون الخطاب في هذه الآية لعلي (عليه السلام) مما ذكره المصنف في باب التسليم وفضل المسلمين من كتاب الحجة بإسناده عن زرارة أو بريد عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال: «لقد خاطب الله أمير المؤمنين (عليه السلام) في كتابه قال: قلت: في أي موضع؟ قال: في قوله: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك - الآية) ولا خفاء في أن هذا أولى من كون الخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله) إذ كان الأنسب حينئذ أن يقول: واستغفرت لهم.
* الأصل:
527 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: ربما رأيت الرؤيا فاعبرها والرؤيا على ما تعبر.
* الشرح:
قوله: (سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول ربما رأيت الرؤيا فأعبرها والرؤيا على ما تعبر) دل على أن الرؤيا ينبغي أن لا يعبرها إلا عالم وإنما تقع على ما عبرت به وعلى شرف العلم بها لما فيه من العلم بالغيب والأسرار الربوبية، وقد ورد أنها جزء من أجزاء النبوة ودل على شرفه أيضا حكاية يوسف (عليه السلام).
* الأصل:
528 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحسن بن جهم قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: الرؤيا على ما تعبر، فقلت له: إن بعض أصحابنا روى أن رؤيا الملك كانت أضغاث أحلام، فقال أبو الحسن (عليه السلام): إن امرأة رأت على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن جذع بيتها قد انكسر فأتت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقصت عليه الرؤيا فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله): يقدم زوجك ويأتي وهو صالح وقد كان زوجها غائبا فقدم كما قال النبي (صلى الله عليه وآله) ثم غاب عنها زوجها غيبة اخرى فرأت في المنام كأن جذع بيتها قد انكسر فأتت النبي (صلى الله عليه وآله) فقصت عليه الرؤيا فقال لها: يقدم زوجك ويأتي صالحا فقدم على