حديث إبليس * الأصل:
105 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار. عن صفوان، عن يعقوب ابن شعيب قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): من أشد الناس عليكم؟ قال: قلت: جعلت فداك كل، قال: أتدري مم ذاك يا يعقوب؟ قال: قلت لا أدري جعلت فداك، قال: إن إبليس دعاهم فأجابوه وأمرهم فأطاعوه ودعاكم فلم تجيبوه وأمركم فلم تطيعوه فأغرى بكم الناس.
* الشرح:
قوله (حديث إبليس) في إغوائه الناس على الشيعة وإرادة إيصال المكروه إليهم (قال قلت جعلت فداك كل) أي كل في غاية الشدة وكمالها حتى لا يمكن أن يقال بعضهم أشد من بعض (قال إن إبليس دعاهم فأجابوه وأمرهم فأطاعوه) أي دعاهم إلى ترك ولاية أمير المؤمنين وأولاده الطاهرين (فأجابوه وأمرهم) بطاعة أئمة الجور (فأطاعوه) فأغرى بكم الناس، أغراه به إذا أولعه وأغرى بينهم العداوة ألقاها كأنها ألزقها بهم والغراء بالكسر ما يلصق به معمول من الجلد وقد يعمل من السمك.
* الأصل:
106 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا رأى الرجل ما يكره في منامه فليتحول عن شقه الذي كان عليه نائما وليقل: (إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله) ثم ليقل: «عذت بما عاذت به ملائكة الله المقربون وأنبياؤه المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيت ومن شر الشيطان الرجيم».
* الشرح:
قوله (إذا رأى الرجل ما يكره في منامه فليتحول عن شقه الذي كان عليه نائما) أي إذا رأى ما يهوله ويفزعه ويشوشه، وقد مر أن ذلك من الشيطان، ولعل أمره بالتحول ليتم تيقظه وللتفؤل بتحول الرؤيا عن تأويلها المكروه وأنها لا تضر، وقد ورد نظير ذلك من طريق العامة عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «الرؤيا من الله والحلم من الشيطان فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات وليتعوذ من شرها وليتحول عن جنبه الذي كان عليه» والنفث والبصق بمعنى واحد ولعل النفث هو طرد للشيطان الذي حضر الرؤيا المكروهة واسترذال له كما يبصق على الشئ المستقذر (وليقل إنما النجوى من الشيطان..) إذا قال ذلك أذهب الله سبحانه عنه الفزع والتشويش وما دل عليه المنام من الأمر