حديث القباب * الأصل:
300 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الوشآء، عن عبد الله بن سنان، عن أبي حمزة قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام) ليلة وأنا عنده ونظر إلى السماء فقال: يا أبا حمزة هذه قبه أبينا آدم (عليه السلام) وإن الله عز وجل سواها تسعة وثلاثين قبه فيها خلق ما عصوا الله طرفة عين.
(حديث القباب) القباب بالكسر جمع القبة بالضم وهي البناء والخيمة (هذه قبة أبينا آدم (عليه السلام).
انتهى) كأنه أشار بهذه إلى السماء الدنيا وعندها قبة آدم باعتبار أنها خلقت له ولذريته كما نطقت به الآيات والروايات أو باعتبار أنه لم تكن له (عليه السلام) قبة سواها وأراد بتسعة وثلاثين ما فوقها من السماوات ولا دليل عقلا ونقلا على انحصار السماوات في تسع بل يجوز العقل الأقل والأكثر، وأراد بالخلق الملائكة أو الأعم الشامل للأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) وأيضا أو أشار إلى قبه (عليه السلام) في الجنة وأراد بتسعة وثلاثين القباب التي فيها والجنة موجودة في السماء كما ذهب إليه أهل الحق، والحديث التالي يؤيد الأول مع ما فيه من التنبيه على رفض البناء في الدنيا وتزيينه وتذهيبه فإن هذه القبة الخضراء تكفيك كما كانت لأبيك.
* الأصل:
301 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن أبي يحيى الواسطي، عن عجلان أبي صالح قال: دخل رجل على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له: جعلت فداك هذه قبة آدم (عليه السلام)؟ قال: نعم ولله قباب كثيرة، ألا إن خلف مغربكم هذا تسعة وثلاثون مغربا أرضا بيضاء مملوة خلقا يستضيئون بنوره لم يعصوا الله عز وجل طرفة عين، ما يدرون خلق آدم أم لم يخلق، يبرؤون من فلان وفلان.
* الشرح:
قوله: (ألا أن خلف مغربكم هذا تسعة وثلاثون مغربا أرض بيضاء. انتهى) المشارق والمغارب كثيرة غير محصورة إذ ما من مشرق لبلد إلا وهو مغرب لبلد يقابله والمغرب بالعكس والأرض البيضاء الأرض الملساء والظاهر أن الضمير في نوره راجع إلى الله تعالى، والمراد به العلم الفائض عليهم وإرجاعه وجعل التذكير باعتبار أنها مؤنث غير حقيقي وبراءتهم من فلان وفلان باعتبار أنه تعالى ألهمهم خبث ذواتهما وقبح صفاتهما ولا يتوقف ذلك على علمهم بنسبهما وأنهما من أولاد