حقيقة على الأول ومجاز على الثاني.
* الأصل:
192 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن ابن راشد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا حسن إذا نزلت بك نازلة فلا تشكها إلى أحد من أهل الخلاف ولكن اذكر لبعض إخوانك فانك لن تعدم خصلة من أربع خصال: إما كفاية بمال وإما معونة بجاه أو دعوة فتستجاب أو مشورة برأي.
* الشرح:
قوله: (يا حسن إذا نزلت بك نازلة فلا تشكها إلى أحد من أهل الخلاف) في كنز اللغة شكاية «گله كردن واظهار بدى حال كردن» وفعلها من باب قتل وهي ممن نزلت به نازلة مذمومة سيما إلى أهل الخلاف الذين هم عدو لله وله لتضمنها الشماتة غالبا وشكاية الرب إلى عدوه إذ الشكاية عن الفعل شكاية عن فاعله كما يدل عليه قول أمير المؤمنين (عليه السلام) «من أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما يشكو ربه» وقال «من شكى إلى كافر فكأنما شكى الله» (ولكن اذكرها لبعض اخوانك فإنك لن تعدم خصلة من أربع خصال) أي لن تفقد، والعدم بالضم وبضمتين وبالتحريك: الفقدان وفعله من باب علم (إما كفاية وإما معونة بجاه أو دعوة تستجاب أو مشورة برأي) المؤمن إذا نزلت به نازلة ينبغي التوسل إلى الله كما حكاه الله تعالى عن يعقوب (عليه السلام) «وإنما أشكو بثي وحزني إلى الله» وعن المرأة «وتشتكي إلى الله» والله سبحانه أشكاهما وأزال حزنهما وإن دعت نفسه إلى ذكرها لأحد ينبغي أن يذكرها لمؤمن عاقل يتوقع منه المدد في ازالتها بأحد الوجوه الأربعة المذكورة لأن المؤمن من حزب الله تعالى وهو يجعله وسيلة والشكاية إليه شكاية إلى الله حقيقة كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «من شكا الحاجة إلى مؤمن فكأنما شكاها إلى الله» وفيه تنبيه على أن المؤمن المرفوع إليه الشكاية ينبغي له الإتيان بإحدى الخصال الأربع ومراعاة الأقوى في إزالة الشكاية أقدم وأقوى.
خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) * الأصل:
193 - علي بن الحسين المؤدب وغيره، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن عبد الله بن أبي الحارث الهمداني، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: الحمد لله الخافض الرافع، الضار النافع، الجواد الواسع، الجليل ثناؤه، الصادقة أسماؤه، المحيط بالغيوب وما يخطر على القلوب، الذي جعل الموت بين خلقه عدلا