شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٤٦٢
هلاكهم؟ قالوا: الصبح، فقال أريد أسرع من ذلك، فقالوا: أليس الصبح بقريب وما ذكره (عليه السلام) أحسن منه لأنه يبعد من نبي الله إذا علم أن الله تعالى أراد هلاكهم وقت الصبح أن يريد وقوعه قبله (قال:
فأمره) بالخروج من القرية (فتحمل ومن معه إلا امرأته) تحمل واحتمل بمعنى انتقل وارتحل أو تحمل متاع والواو بمعنى مع فلا يلزم على الأول العطف على المرفوع المتصل بلا فصل أو تأكيد، ولا على الثاني العطف إلى المحذوف وفيه دلالة واضحة على أنه (عليه السلام) لم يخرج معه امرأته بل أخلفها مع قومها وهذا أحد القولين للمفسرين وقيل أخرجها وأمر أن لا يلتفت منهم أحد إلى الوراء فلما سمعت في الطريق هدة العذاب وصوت وقع الأرض التفتت إلى الخلف وقالت: يا قوماه فأدركها حجر فقتلها، فقوله تعالى إلا امرأتك على الأول بالنصب استثناء من قوله (فأسر بأهلك) وعلى الثاني بالرفع استثناء من أحد (وامطر عليها وعلى من حول المدينة حجارة من سجيل) حجارة كالمدر معرب «سنك گل» أو طين طبخ بنار جهنم وكتب فيه أسماء القوم، أو من سجل أي مما كتب أنهم يعذبون بها أو أصله من سجين أي من جهنم فأبدلت نونه لاما وهذه الوجوه ذكرها المفسرون وأرباب اللغة.
* الأصل:
506 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن أبي الصباح بن عبد الحميد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: والله للذي صنعه الحسن بن علي (عليه السلام) كان خيرا لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس والله لقد نزلت هذه الآية: (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتو الزكاة) إنما هي طاعة الإمام، وطلبوا القتال فلما كتب عليهم القتال مع الحسين (عليه السلام) قالوا: ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أرادوا تأخير ذلك إلى القائم (عليه السلام).
* الشرح:
قوله: (والله الذي صنعه الحسن بن علي (عليهما السلام)) وهو الصلح مع معاوية مع عدم رضاء أصحابه حتى خاطبوه بالمنكر من القول (كانت خيرا لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس) إذ به كانت نجاتهم من القتل والاستيصال وبقاء دين الحق ونسل الهاشميين والعلويين والشيعة في الأعقاب، ثم أكد ذلك مع الإشارة إلى ذم الأمة بأن الإمام إذا أمر بترك القتال طلبوه وإذا أمر بالقتال كرهوه (بقوله: والله لقد نزلت هذه الآية ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم) عن القتال مع الأعداء (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) اشتغلوا بهما وبغيرهما من الطاعات والظاهر أن جواب القسم محذوف أي نزلت هذه الآية في الحث على طاعة الإمام بقرينة السياق ولدلالة قوله: (إنما هي طاعة
(٤٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 467 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557