ورمى فيها، أو من لا يوقف على حقيقة أمره لفخامته والفحل على الأول الخصم المدعى للغلبة أو المساواة، وعلى الأخيرين أبو المخاطب أو هو على سبيل الكناية كما في قولك مثلك لا يبخل.
* الأصل:
456 - حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن غير واحد من أصحابه عن أبان بن عثمان، عن أبي جعفر الأحول، والفضيل بن يسار، عن زكريا النقاض عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
سمعته يقول: الناس صاروا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمنزلة من اتبع هارون (عليه السلام) ومن اتبع العجل وإن أبا بكر دعا فأبى علي (عليه السلام) إلا القرآن وإن عمر دعا فأبى علي (صلى الله عليه وآله) إلا القرآن وإن عثمان دعا فأبى علي (عليه السلام) إلا القرآن، وإنه ليس من أحد يدعو - إلى أن يخرج الدجال - إلا سيجد من يبايعه ومن رفع راية ضلال] ة [فصاحبها طاغوت.
* الشرح:
(وأنه ليس من أحد يدعو) أي إلى بدعة حذفت للتعميم ولقرينة المقام (إلى أن يخرج الدجال سيجد من يبايعه) أي إلى زمان خروجه والمراد به جميع زمانه المتصل آخره بزمان نزول عيسى وظهور الصاحب (عليهم السلام) فلا يرد أن إلى تفيد خروج ما بعدها عن الحكم المذكور وليس كذلك في السين في «سيجد» لمجرد التأكيد كما صرح به صاحب الكشاف في قوله تعالى (سنكتب ما قالوا) (ومن رفع راية ضلالة فصاحبها طاغوت) وهي كل راية رفعت قبل قيام القائم (عليه السلام) كما مر.
حديث أبي ذر رضى الله عنه * الأصل:
457 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن عبد الله بن محمد، عن سلمة اللؤلؤي، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ألا اخبركم كيف كان إسلام سلمان وأبي ذر فقال الرجل وأخطأ:
أما إسلام سلمان فقد عرفته فأخبرني بإسلام أبي ذر فقال: إن أبا ذر كان في بطن مر يرعى غنما له فأتى ذئب عن يمين غنمه فهش بعصاه على الذئب، فجاء الذئب عن شماله فهش عليه أبو ذر ثم قال له أبو ذر: ما رأيت ذئبا أخبث منك ولا شرا، فقال له الذئب: شر والله مني أهل مكة بعث الله عز وجل إليهم نبيا فكذبوه وشتموه فوقع في اذن أبي ذر، فقال لامرأته: هلمي مزودي وأدواتي وعصاي، ثم خرج على رجليه يريد مكة ليعلم خبر الذئب وما أتاه به، حتى بلغ مكة فدخلها في ساعة حارة وقد تعب ونصب فأتى زمزم وقد عطش، فاغترف دلوا فخرج لبن فقال في نفسه:
هذا والله يدلني على أن ما خبرني الذئب وما جئت له حق، فشرب وجاء إلى جانب من جوانب