ليس هذا أول يوم تظاهرتم علينا فصبر جميل والله ما وليت عثمان إلا ليرد الأمر إليك، والله كل يوم هو في شأن فخرج وهو يقول: سيبلغ الكتاب أجله، وقال المقداد: ما رأيت مثل ما أوذي به أهل هذا البيت بعد نبيهم وإني لأعجب من قريش تركوا رجلا ما أقول إن أحدا أعلم منه ولا أقضى منه بالعدل، فقال عبد الرحمن: وما أنت وذلك يا مقداد؟ قال: إني أحبهم لحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إياهم وأن الحق فيهم ومعهم يا عبد الرحمن وإني لأعجب من قريش فإنهم إنما تطاولوا على الناس بفضل أهل هذا البيت وقد أطبقوا على نزع سلطان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعده من أيديهم، والله لو أجد على قريش أنصارا لقاتلتهم كقتال آبائهم فقال عبد الرحمن: اتق الله يا مقداد فإني أخشى عليك الفتنة، هذا كلامه وكان يقول مثل ذلك دائما.
قال الآبي أيضا في كتاب الإمامة من مسلم والناس تحاملوا في القول على عثمان فمن بعضهم قال:
دخلت المسجد فرأيت رجلا جاثيا على ركبتيه يتلهف تلهف من كانت له الدنيا فسلبها وهو يقول:
واعجبا من قريش ودفعهم هذا الأمر عن أهل بيت نبيهم وفيهم أول المسلمين إيمانا وابن عم نبيهم وأعلم الناس وأفقههم في دين الله وأعظمهم عناء في الإسلام وأهداهم للصراط المستقيم، والله لقد ردوها عن الهادي المهتدي الطاهر المتقي وما ازدادوا إصلاحا للأمة ولا صوابا في المذهب ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة فبعدا وسحقا للقوم الظالمين، فدنوت منه وقلت من أنت يرحمك الله ومن الرجل؟ فقال: أنا المقداد والرجل علي بن أبي طالب انتهى كلامه. أقول لما صدر منه (ره) أمثال ذلك مرارا وخاف عثمان على نفسه وامرأته هدده بالقتل مع عدم الانتهاء عنه، وأراد بالرب الأول: واجب الوجود جل شأنه أو النبي (صلى الله عليه وآله)، وبالثاني المستفاد من الأول: علي بن أبي طالب (عليه السلام) على سبيل التهكم وما فعل هذا بمقداد وحده بل سوء معاملته مع أبي ذر (ره) وإخراجه من المدينة إلى الشام ثم من الشام إلى المدينة ثم من المدينة إلى الربذة مشهور كل ذلك لأنه رحمه الله كان ينكر عليه في كل باب وفي كل موضع وكان يعيره دائما وقد ذكرنا هذا في موضعه.
* الأصل:
514 - أبان، عن فضيل وعبيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما حضر محمد بن أسامة الموت دخلت عليه بنو هاشم فقال لهم: قد عرفتم قرابتي ومنزلتي منكم وعلي دين فأحب أن تضمنوه عني، فقال علي بن الحسين (عليهما السلام): أما والله ثلث دينك علي، ثم سكت وسكتوا، فقال علي بن الحسين (عليهما السلام):
علي دينك كله، ثم قال علي بن الحسين (عليهما السلام): أما إنه لم يمنعني أن أضمنه أولا إلا كراهية أن يقولوا:
سبقنا.
* الشرح: