حديث يأجوج ومأجوج * الأصل:
274 - الحسين بن محمد بن الأشعري، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد الله، عن العباس بن العلاء، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الخلق فقال: خلق الله ألفا ومائتين في البر وألفا ومائتين في البحر وأجناس بني آدم سبعون جنسا والناس ولد آدم ما خلا يأجوج ومأجوج.
* الشرح:
قوله (حديث يأجوج ومأجوج، قال القاضي: هما اسمان أعجميان بدليل منع الصرف وقيل عربيان من اج الظليم إذا أسرع وأصلهما الهمز كما قرأ عاصم ومنع صرفهما للتعريف والتأنيث وفي القاموس من لا يهمز هما يجعل الألفين زايدتين (فقال: خلق الله ألفا ومائتين في البر وألفا ومائتين في البحر) كان المراد بها الأصناف بقرينة قوله (وأجناس بني آدم سبعون جنسا) إذ المراد بها الأصناف (والناس ولد آدم ما خلا يا جوج ومأجوج) هما أمة عظيمة في الكثرة والبطش أما الكثرة فلقوله تعالى «وهم من كل حدب ينسلون» ولما نقل من طريق العامة «ان أولهم يمر ببحيرة طبرية فيشربونها ويمر آخرهم فيقولون كان في هذه ماء، وأما البطش فلقوله تعالى «إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض» وقيل ان الواحد منهم ذكر وأنثى لا يموت حتى يلد ألفا فإذا ولدها كان علامة موته، وأنهم يتسافدون في الطرقات كالبهايم، ويقال: إن في خلقهم تشويها فمنهم المفرط في الطول كالنخلة وفي القصر كالشبر ودونه ومنهم صنف طوال الأذن الواحدة موبرة يشتى فيها والأخرى جلدة يصيف فيها، ويقال: إنه يأكل بعضهم بعضا واختلفوا في أصلهم فهذا الحديث ظاهرة دل على أنهم ليسوا من ولد آدم.
وقال عكب: هم بادرة من آدم دون حوا احتلم فاختلطت نطفته بالتراب فكان عن ذلك يأجوج ومأجوج، ورده القرطبي بأن الأنبياء (عليهم السلام) لا يحتلمون، وقال جماعة منهم القاضي: إنهما قبيلتان من ولد يافث بن نوح، وقيل في كتاب العلل تصريح بأنهما من أولاد نوح (عليه السلام) ونقل الآبي في كتاب إكمال الإكمال عن مقاتل أنهما أمة من الترك ومساكنهم وراء السد طول السد بين الجبلين، قيل: مائة فرسخ وعرضه خمسون فرسخا، وقال الجزري: جبل الردم الذي فيه السد طوله سبعمائة فرسخ وينتهي إلى البحر المظلم والكلام في بعثة الرسول إليهم وعدمها وفي إيمانهم وعدمه طويل إذ لا نص عندنا على ذلك والقرآن العزيز إنما أخبر أنهما مفسدون في الأرض والفساد أعم من الكفر وقد قيل: إن إفسادهم كان بأكل الناس وافتراس الدواب كافتراس السبع