شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٤٦١
ورفض القبيح (فقال) بعدما علم أنهم لم يقبلوا نصحه (هؤلاء بناتي هن أطهر لكم) الطهر: وهو النظافة والنزاهة في المفضل محقق وفي المفضل عليه مقدر موهوم أو محقق بزعمهم ويحتمل أن يكون اسم التفضيل لمجرد أصل الفعل (فدعاهم إلى الحلال بالتزويج) قال في الكشاف: وكان تزويج المسلمات من الكفار جائزا، وقيل: المراد بالبنات نساؤهم لأن كل نبي أبو أمته من حيث الشفقة والتربية (فقالوا لقد علمت مالنا في بناتك من حق) أي من حاجة أو شهوة وإرادة وقيل هذا بناء على أنهم اتخذوا نكاح الإناث مذهبا باطلا وإتيان الذكران مذهبا حقا (وأنك لتعلم ما نريد) دل على أن عادتهم القبيحة كانت مشهورة، واعلم أنما ذكره (عليه السلام) على خلاف ترتيب هذا القرآن فكأنه نقله بالمعنى أو كان المنزل على هذا الترتيب والله يعلم (فقال لو أن لي بكم قوة) أي لو قويت عليكم بنفسي (أو آوى إلى ركن شديد) أي إلى قوي عزيز ذي قوة وشدة وبطش، شبهه بالركن من الجبل في شدته وصلابته، وجواب لو محذوف كما ذكره المفسرون، أي لدفعتكم وشددت عليكم والتمني محتمل، وقيل: أراد بالركن العشيرة جريا على سنة الناس في اعتصام الرجل منهم بعشيرته في دفع الأعداء، وقال بعض العامة: أنساه ضيق صدره من قومه اللجاء إلى الله تعالى الذي هو أشد الأركان، والحق أنه (عليه السلام) لم ينس اللجاء إلى الله تعالى في هذه القضية وإنما قال ذلك تطييبا لنفوس الأضياف وأبداء العذر لهم بحسب ما ألف في العادة من أن الدفع إنما يكون بقوة أو عشيرة وهذا محمدة عظيمة وكرم أخلاق يستحق صاحبها الحمد (فقال جبرئيل (عليه السلام) لو يعلم أي قوة له) جواب لو محذوف والتمني محتمل (فكاثروه) أي غالبوه في الكثرة فغلبوه (حتى دخلوا البيت) ومع ذل يمنعهم لوط (عليه السلام) بقدر الإمكان من أن يدخلوا البيت بيت الأضياف (فصاح به جبرئيل (عليه السلام)) بعد مشاهدة ما به من كرب (يا لوط دعهم يدخلون فلما دخلوا أهوى جبرئيل (عليه السلام) بأصبعه نحوهم فذهبت أعينهم) وعموا جميعا وقيل كان لجبرئيل (عليه السلام) في ذلك اليوم وشاح من در منظوم وهو قوله (فطمسنا أعينهم) الطمس: المحو والاستيصال، تقول: طمست الشئ: أي محوته واستأصلت أثره ورجل طميس ومطموس ذاهب البصر ولما ذهبت أعينهم خرجوا وهم لا يعرفون الطريق ويصيحون ويقولون: النجا النجا إن في بيت لوط سحرة فخاف لوط من قومه على نفسه وعلى أضيافه (فقال) جبرئيل (عليه السلام) عند ذلك بشارة له (إنا رسل ربك لن يصلوا إليك) أي إلى إضرارك (فأسر بأهلك بقطع من الليل) (ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك) في القاموس، السري كالهدي: سير عامة الليل ويذكر، سرى يسري واسراره وبه وأسرى بعبده ليلا تأكيد ومعناه سيره، والقطع بالكسر:
ظلمة آخر الليل أو القطعة منه كالقطع كعنب أو من أوله إلى ثلثه (فقال يا جبرئيل عجل فقال: إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب) قال في الكشاف: روي أنه قال لهم متى موعد
(٤٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557