قوله (وخرج محمد في أصحابه) ليدرك مقدمة عيسى بن موسى الذي نزل بذباب حتى بلغ السوق الذي كان قريبا منه فأوصل أصحابه وأبلغهم هناك فتركهم ومضى لبعض شأنه كملاحظة بعض الدروب ومراعاة بعض المصالح ثم رجع وتبع أصحابه ليلحق بهم فمر بالسوق الذي تركهم فيه فلم يرهم فمضى حتى انتهى إلى مسجد الخوامين وهو مسجد كان في خلفه فنظر إلى ماهنا فضاء وميدان ليس فيها مسود ولا مبيض لتفرق أصحابه وانهزامهم، فاستقدم ليرى ما حال أصحابه مع الخصوم فلم يرهم حتى انتهى إلى شعب فزارة - وهو أبو حي من غطفان وهو فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان - ثم دخل هذيل - وهي حي من مضر وهو هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر - ثم مضى إلى أشجع - وهي قبيلة من غطفان - فخرج إليه الفارس إلى آخر ما ذكره.
قوله (وخرج إليه حميد بن قحطبة وهو مدبر على الفارس يضربه من زقاق العماريين) وهو مدبر حال عن ضمير إليه، وعلى الفارس متعلق بمحذوف، وهو قائم، ومن متعلق بخرج وفي بعض النسخ: وهو «مدير» بالياء المثناة من تحت.
قوله (بزج الرمح) الزج بالضم الحديدة التي في أسفل الرمح.
قوله (فأخبرته بسوء تدبيره) أي بسوء تدبير محمد بن عبد الله أو بسوء تدبير عيسى بن زيد، ومن سوء التدبير تفريق العساكر ورجوع محمد حين أوصل أصحابه.
قوله (وخرجنا معه) أي مع إبراهيم بن عبد الله أو مع عيسى بن زيد والأول أظهر.
قوله (حتى أصيب بالسند) هو ما ارتفع من الأرض، وقيل: ما قابلك من الجبل وعلا عن السفح وكأنه كان محلا معروفا.
قوله (فجئت إلى المهدي) في زمان خلافته بعد موت أبيه المنصور الدوانيقي.
قوله (وأدلك على نصيحة لك عندي) النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له وارشاده إلى ما هو خير وصالح له.
قوله (تحبا) أي تعطي والحباء العطية.
قوله (وسخاء) كان له سخاء بخلاف أبيه وقد صرف خزائن أبيه في السنة التي حج بها على المسلمين ولكن كان في ضلال وكان عاقبة أمره خسرا.
* الأصل:
18 - وبهذا الإسناد، عن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم الجعفري قال: حدثنا عبد الله بن المفضل مولى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال: لما خرج الحسين بن علي المقتول بفخ واحتوى على المدينة، دعا موسى بن جعفر إلى البيعة، فأتاه فقال له: يا ابن عم لا تكلفني ما كلف ابن عمك عمك أبا عبد الله، فيخرج مني ما لا أريد، كما خرج من أبي عبد الله ما لم يكن يريد.