قوله (كان ينبغي له إذا عدل أن يجعلها في الأسن من ولد الحسن) قال ذلك تخمينا وظنا بأن الإمامة ينبغي أن تكون في الأسن من أولاد علي وفاطمة (عليهما السلام)، وولد الحسن كان أسن من ولد الحسين، وكان الحسن أسن من الحسين فعلى هذا كان ولد الحسن أولى بها من ولد الحسين وقد أخطأ من وجوه شتى، ولو كان لو بدل إذا كان أنسب بزعمه.
قوله (وهو جدك وعمك) كانت فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) أم عبد الله بن الحسن. فكان الحسين (عليه السلام) جده من قبل الأم.
قوله (لا آلوك نصحا وحرصا) أي لا أمنعك نصيحتي لك وحرصي على اصلاحك أو أصرفهما عنك بل أنصحك على قدر الوسع واصلحك بقدر الطاقة ولكن لا أراك تفعل ما أردت وتسمع ما أنصحت وتقبل ما أصلحت.
قوله (فسر أبي عند ذلك) وجه سروره غير ظاهر لأن كل ما ذكره (عليه السلام) دل على خلاف مراده ظاهرا اللهم إلا أن يقال إنه حمل الأمر في قوله (عليه السلام): وما لأمر الله من مرد على ظهور ابنه محمد واستيلائه على البلاد ولذلك قال (عليه السلام):
قوله (والله انك لتعلم أنه الأحول الأكشف الأخضر المقتول بسدة أشجع) للتصريح بأنه يقتل ابنه ولا يتمشى أمره. والحول أن تميل احدى الحدقتين إلى الأنف والأخرى إلى الصدغ وصاحبه أحول والأكشف من به كشف وهو بالتحريك انقلاب شعيرات من قصاص الناصية كأنها دائرة وهي شعيرات تنبت صعداء والعرب تتشأم به، وفي المغرب: الأكشف الذي انحسر مقدم رأسه، وقيل:
الكشف انقلاب في قصاص الشعر، وهو من العيوب: والأخضر الأسود، قال في النهاية والعرب تطلق الخضرة على السواد، ومنه حديث الحرث بن الحكم أنه تزوج امرأة فرآها خضراء فطلقها أي سوداء، والسدة بالضم الباب وقد تطلق على الظلة فوقه والأشجع قبيلة من غطفان.
قوله (والله ليحاربن) أخبر مؤكدا بالقسم بأن ملك ابنه يستمر وهو يجازي بني أمية وبني عباس جزاء بما كانوا يصنعون بالطالبيين، وكأنه سمع أن مهدي هذه الأمة الذي يخرج بالسيف ويملك الأرض من أولاد علي وفاطمة (عليهما السلام) وظن أنه ابنه. وإن بعض الظن إثم.
قوله (ما أخوفني أن يكون هذا البيت يلحق صاحبنا) فاعل يلحق راجع إلى البيت وصاحبنا مفعوله أي يصير هذا الشعر الآتي مصداق حال صاحبنا، والمراد به محمد بن عبد الله بن الحسن أو أبوه وإنما اكتفى بمصراع لعلم المخاطب بالآخر.
قوله (منتك نفسك في الخلاء ضلالا) منتك من المن وهو الاعطاء والانعام، والضلال ضد الرشاد أي أعطتك نفسك في الخلوة هذه الخصلة الذميمة الناشئة من التخيلات الفاسدة والتوهمات الكاسدة، أو من المنة وحينئذ يحتاج إلى الحذف والايصال في موضعين أي منت