الأمالي - الشيخ المفيد - الصفحة ٢٩٤
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: معاشر الناس أحبوا عليا فإن لحمه لحمي، ودمه دمي، لعن الله أقواما من أمتي ضيعوا فيه عهدي ونسوا فيه وصيتي، ما لهم عند الله من خلاق (1).
5 - قال: أخبرني أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسن البغدادي قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا محمد بن الصلت (2) قال: حدثنا أبو كدينة، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله ابن العباس قال: لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إنا أعطيناك الكوثر "، قال له علي بن أبي طالب عليه السلام: ما هو الكوثر يا رسول الله؟ قال: نهر أكرمني الله به، قال علي عليه السلام: إن هذا النهر شريف، فأنعته لنا يا رسول الله، قال: نعم يا علي، الكوثر نهر يجري تحت عرش الله عز وجل، ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وألين من الزبد، حصاؤه الزبرجد والياقوت والمرجان، حشيشه الزعفران، ترابه المسك الأذفر، قواعده تحت عرش الله عز وجل.
ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده على جنب أمير المؤمنين عليه السلام وقال: يا علي إن هذا النهر لي ولك ولمحبيك من بعدي (3).

(1) الخلاق: النصيب الوافر من الخير.
(2) هو أبو جعفر محمد بن الصلت بن الحجاج الأسدي مولاهم الكوفي الأصم وثقه أبو حاتم، روى عن أبي كدينة مصغرا يحيى بن المهلب البجلي، وروى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، ويعني بعطاء ابن السائب.
(3) قال في المجمع: الكوثر فوعل وهو الشئ الذي من شأنه الكثرة، والكوثر الخير الكثير. وقال في الدر المنثور: أخرج البخاري وابن جرير والحاكم من طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: الكوثر الخير الذي أعطاه الله إياه، قال أبو بشر: قلت لسعيد بن جبير: فإن أناسا يزعمون أنه نهر في الجنة؟ قال: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه.
وقال العلامة صاحب الميزان بعد نقله الأقوال في معنى الكوثر وأنها تبلغ إلى ستة وعشرين: وكيفما كان فقوله في آخر السورة: " إن شانئك هو الأبتر " وظاهر الأبتر هو المنقطع نسله وظاهر الجملة أنها من قبيل قصر القلب إن كثرة ذريته صلى الله عليه وآله هي المرادة وحدها بالكوثر الذي أعطيه النبي صلى الله عليه وآله، أو المراد بها الخير الكثير وكثرة الذرية مرادة في ضمن الخير الكثير، ولولا ذلك لكان تحقيق الكلام بقوله: " إن شانئك هو الأبتر " خاليا عن الفائدة إلى آخر ما أفاده رحمه الله.
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»
الفهرست