مواهب الجليل - الحطاب الرعيني - ج ٢ - الصفحة ٥٩١
قال في التوضيح: حاصله أن الركوع الأول سنة والثاني هو الفرض، فلذلك إذا أدرك الثاني من إحدى الركعتين فقد أدرك الركعة الثانية انتهى. وقال في الطراز: وذلك لأن الركوع الأصلي هو الثاني بدليل أنه يؤتى به في محله فيصلي أوله بالقراءة والرفع منه بالسجود بخلاف الركوع الأول فإنه في أثناء القراءة وهي محمولة عن المسبوق فوجب أن يكون محمولا. انتهى مختصرا. وقال في الطراز أيضا: إن ركع بنية الثاني وسها عن الأول سجد قبل السلام لأنه مسنون وليس بركن، وإن ركع بنية الأول وسها عن الثاني فحكمه من ترك الركوع الثاني والله أعلم.
فرع: قال المشذالي: أنظر لو أدرك الركوع الأول وفاته الثاني لرعاف أو نحوه وأدرك الامام في آخر انحطاطه للسجود، هل يقضيه؟ ظاهر المدونة أنه يقضيه فإنه نقي القضاء عمن أدرك الثاني فقط، ولو كان العكس مساويا لما كان لاختصاصه فائدة. وظاهر كلامهم أن الأول واجب. فعلى هذا قول سند إن سها عن الأول سجد له قبل مشكل لأنه أجراه مجرى السنن انتهى. قلت: قوله ظاهر كلامهم إنه واجب فيه نظر بل ظاهر كلام المدونة المتقدم إنه غير واجب وقوله أجراه مجرى السنن يقتضي أنه لم يقف على كلامه وإلا فقد تقدم التصريح بأنه مسبوق في كلامه وكلام صاحب التوضيح. وقول الشارح إن من جاء والامام راكع فإنه يدرك تلك الركعة يريد ولو في الركوع الثاني يقتضي أنه إذا أدرك الأول فقد أدرك الصلاة أيضا وليس كذلك، ومقتضى ما تقدم أنه يتداركه ما لم يعقد الركعة التي تليها والله أعلم.
فرع: قال في النوادر: ومن فاتته مع الامام فليس عليه أن يصليها، فإن فعل ما دامت الشمس منكسفة فلا بأس به انتهى. ص: (ولا تكرر) ش: أي لا تكرر في اليوم الواحد.
يجب تطويل الصلاة ما لم تنجل فإن أتمها على سنتها قبل الانجلاء لم يلزم الجمع لصلاة أخرى على سنتها، ولكن للناس أن يصلوا أفذاذا ركعتين كسائر النوافل ويدعوا ويذكروا الله انتهى.
وأما لو تكرر الكسوف في السنة مرارا فإنه يصلي كذلك. قال في الطراز في باب صلاة الاستسقاء لما تكلم على قول المدونة وسألناه: هل يستسقي في العام الواحد مرتين أو ثلاثا؟
قال: لا أرى بذلك بأسا. وهذا قول الكافة إلا أن الشافعي قال: وليس أستحب في الثانية والثالثة كالأولى لأنه (ص) صلاة واحدة. ووجه المذهب قوله تعالى * (إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون) * وقوله * (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا) * فربط التضرع بالحال المدية به. وفي الحديث أن الله يحب الملحين في الدعاء، ولان العلة الموجة للاستسقاء أولا هي الغيث والحاجة إلى الغيث قائمة، وهكذا لو خسفت الشمس أو القمر في السنة مرارا فإنهم يصلون الكسوف كل مرة وإنما لم يستسق
(٥٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 586 587 588 589 590 591 592 593 594 595 596 ... » »»
الفهرست