سهل، أو في أرض قاحلة أو في رياض غناء، وإنما جاء تشريف بعض البقع على بعض من طريق الأثر الوارد عن النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام الذين عصمهم الله في محكم كتابه من كل دنس ورجس.
التربة الحسينية:
لقد كانت التربة الحسينية من تلك البقع المشرفة التي خصها الله بنوع من الكرامة في جملة من الأحاديث الواردة في هذا الشأن عن النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، هذا فضلا عن أن قاعدة الاعتبار المطردة تقتضي التفاضل بين الأمكنة والبقاع، إذ بالإضافات والنسب تكون للأراضي والأماكن والبقاع خاصة ومزية بها، تجري عليها مقررات كثيرة وتنزع منها أحكام لا يجوز التعدي والصفح عنها (1).
وأي مسلم لا يفرق بين الموضع الذي دفن فيه أشقى الأشقياء والموضع الذي ضم جدث سيد الرسل وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم، بل وأي عاقل في هذه الحياة لا يفرق بين بيت الخلاء وبيت الصلاة؟
إذن فبالإضافة يتميز المضاف ويعرف قدره، ومن هنا ينتزع للأماكن المقدسة حكمها الخاص كبيت الله الحرام، والمسجد النبوي، وكذا سائر المساجد والمعابد والأماكن المقدسة التي يذكر فيها اسم الله عز وجل.
وعلى هذا، نستطيع بقاعدة الاعتبار أن نفسر حنين الانسان إلى مكان ونفرته واشمئزازه من مكان آخر، وبهذه القاعدة أيضا نعرف لماذا جاء