ونحو ذلك من المسوغات المشروعة والتي يمكن اجمالها بالنقاط الآتية:
1 - اطمئنان الساجد على التربة الحسينية بان يسجد لله على قطعة طاهرة من الأرض لا تختلف عن غيرها من تراب الأرض إلا من الناحية المعنوية.
2 - التأسي بأهل البيت عليهم السلام من جهة الاقتداء بأفعالهم في السجود على التربة الحسينية، وبأقوالهم الثابتة في الحث على السجود عليها أيضا.
3 - صلة التربة الحسينية بالمعاني الروحية الرفيعة التي ندب الاسلام إليها، فهي تذكر بالتضحية والصمود من أجل العقيدة والتفاني المنقطع النظير من أجل إعلاء كلمة الحق وإزهاق الباطل.
وما أجمل بالمصلي أن يتوجه لله عز وجل بقلب خالص من الرياء ويتذكر ما صنعه الحسين عليه السلام في عاشوراء من أجل الدفاع عن الاسلام وتحطيم هياكل الجور والفساد والظلم والاستبداد، مجددا العهد مع الله عز وجل وهو واضع جبهته على تراب الحسين، بأنه سيمضي في طريقه ولا يخشى في الله لومة لائم.
ثالثا: السر في تقبيل التربة الحسينية:
وأما عن تقبيل التربة الحسينية إنما هو اقتداء بما فعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذ ثبت من طرق العامة - كما رواه جمع من حفاظهم - بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما جاءه جبرئيل عليه السلام بقبضة من تراب كربلاء، شمها وقبلها وأخذ يقلبها بحزن بالغ حتى قالت له أم سلمة: ما هذه التربة يا رسول الله؟
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أخبرني جبرائيل أن ابني هذا - يعني الحسين عليه السلام - يقتل بأرض العراق،