عبد الله الحسين عليه السلام، وكان إذا حضرته الصلاة صبه على سجادته وسجد عليه لله عز وجل، كما أن المروي عنه عليه السلام أنه كان لا يسجد إلا على تربة الحسين عليه السلام تذللا لله واستكانة إليه، ولم تزل الأئمة من أولاده تحرك العواطف وتحفز الهمم وتوفر الدواعي إلى السجود عليها والالتزام بها وبيان تضاعف الأجر والثواب في التبرك والمواظبة عليها حتى التزمت الشيعة إلى اليوم هذا الالتزام مع عظيم الاهتمام، ولم يمض على زمن الإمام الصادق عليه السلام قرن واحد حتى صارت الشيعة تضعها ألواحا وتضعها في جيوبها كما هو المتعارف اليوم (1).
وفي جوابات الإمام المهدي (عج) لمحمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، وقد سأله عن السجود على لوح من طين القبر الشريف - أي التربة الحسينية - فأجاب عليه السلام:
يجوز ذلك وفيه الفضل (2).
ثانيا: الالتزام بالسجود على التربة الحسينية:
التزام الشيعة الإمامية بالسجود على التربة الحسينية لا يعني اعتقادهم بعدم صحة السجود إلا على التربة الحسينية، إذ لا وجود لهذا القول عند فقهائهم أجمع، بل لا توجد رواية واحدة في الحديث الشيعي تحصر السجود بالتربة الحسينية، نعم وردت روايات كثيرة متواترة عن أهل البيت عليهم السلام في بيان فضل التربة الحسينية وطهارتها واستحباب السجود عليها مع كونها أسلم من غيرها من جهة النظافة والنزاهة المؤكدة فيها