واحد، إذ لم تكن تربة الحسين عليه السلام معدنا وإن كانت في واقع الحال أعز على قلوب المؤمنين من الذهب الابريز، بل هي من جملة التراب الطاهر الذي جعله الله تعالى مسجدا وطهورا.
على أن المناقشة في صحة السجود عليها لم نجد لها أثرا قبل بروز الانحراف في الفكر والعقيدة الذي تزعمه بعض من تمرنوا على قبول الجهل بشكل عجيب، واعتادوا الكذب الصريح بشكل أعجب من الذين قدر لهم أن يكونوا دعاة لترويج الباطل وقدر لدعوتهم أن يكون لها أنصار وأتباع (1).
وفي الواقع أن معظم صيحاتها المحمومة من قبيل كذبهم على المسلمين بأن الشيعة تبيح لأنفسها السجود على الصنم! - يعنون بذلك السجود على التربة الحسينية - قد ارتدت بحمد الله تعالى إلى نحورهم بعد أن عرف المسلمون حقيقة الامر وواقعه وأدرك الكثيرون منهم أن الأفواه التي أطلقت تلك الصيحة هي نفس الأفواه العفنة التي كفرت أهل التوحيد في كل مكان بعد أن ابتدعت لها مذهبا ضالا مضلا ينكر على المسلمين توسلهم بحبيب الله وصفوته من خلقه، ويبدع عليهم زيارة قبره المطهر صلى الله عليه وآله وسلم مع أن الثابت بالدليل القاطع هو أن حرمة النبي صلى الله عليه وآله ميتا كحرمته حيا.
ومن هنا أقام المسلمون بشتى مذاهبهم الدليل تلو الدليل على أن الفم