وهذه الرواية قد حرفها العامة أبشع التحريف وأفقدوها الجزء الأعظم من دلالتها الصريحة على ما كانت عليه عائشة إذ أوردها ابن خزيمة في صحيحه من رواية أبي هريرة عن عائشة أنها قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة فجعلت أطلبه بيدي فوقعت يدي على باطن قدميه وهما منتصبتان فسمعته يقول: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك (2).
وروى عبد الله بن أبي رافع عن علي عليه السلام أنه قال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر، فذكر الحديث. وقال: ثم إذا سجد قال في سجوده اللهم لك سجدت، وبك آمنت ولك أسلمت وأنت ربي سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين (1).
سجود أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
من كلام لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام وهو يصف لنا صفات المؤمن الحق، قال عليه السلام:... إن المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة، إذا جن عليه الليل فرش وجهه وسجد لله تعالى ذكره بمكارم بدنه ويناجي الذي خلقه في فكاك رقبته ألا فهكذا كونوا (3).