ويظهر من هذه الأحاديث الواردة عن طرق أئمة أهل البيت عليهم السلام إن السجود على الثياب والمسوح في حال الاختيار كان شائعا في زمانهم وصار من شعار التسنن، كما أن السجود على الأرض كان من شعار أهل البيت حتى رخص الأئمة عليهم السلام بالسجود على المسح والبساط لضرورة التقية حفظا لدماء شيعتهم ونعم ما قال بعض فقهاء الشيعة في ذلك ولا بأس بنقل كلامه:
قال علي بن طاوس رضي الله عنه في كتابه الطرائف ص 170 المطبوع على الحجر: (ومن طرائف أمور جماعة من الأربعة المذاهب (كذا) أنهم ينكرون على من يعفر وجهه في سجوده، وقد رووا في صحاحهم عن نبيهم خلاف ما أنكروه وضد ما كذبوه، ورواه أيضا مسلم في صحيحه في المجلد الثالث بإسناده عن أبي هريرة قال في الحديث ما هذا لفظه: قال أبو جهل هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قال: فقيل نعم، قال: واللات والعزى لأن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته ولأعفرن وجهه بالتراب ثم قال: في الحديث ما هذا لفظه أنه رآه يفعل فأراد أبو جهل أن يفعل به ما عزم عليه فحال الملائكة بينه وبينه.
قال عبد المحمود (يعني نفسه) فهل التعفير بدعة كما تزعمون وهل تراه إلا من سنن نبيهم التي لم يمنعه منها التهديد والوعيد، وهل ترى انكار التعفير إلا بدعة من أبي جهل، فكيف صارت سنة نبيهم بدعة وبدعة عدوه الكافر سنة؟ إن هذا من العجائب التي لا يليق اعتقادها بذوي الرأي الصائب ".
وهل المناسب لحقيقة السجود وهي غاية الخضوع في مقابل عظمة الله تعالى إلا التراب، فيضع الإنسان وجهه عليه أو على غيره من سائر أجزاء الأرض في غاية تذلل وعبودية وأقصى مسكنة