الدور الرابع اتضح مما ذكرنا كيف كان بدء تشريع السجود وأنه إنما شرع ليكون خضوعا لله سبحانه وتعالى وتذللا واستكانة لديه وتعفيرا للخدود والجباه بين يديه عز وجل من أجل الابتعاد عن الكبرياء والأنانية، حتى أن الرسول العظيم (ص) لم يسمح لهم السجود على غير الأرض ولو في الرمضاء ولم يشكهم، حتى رخص لهم في السجود على نباتها الحاقا لنباتها بها تسهيلا على العباد ورفعا للأصر والمشقة عنهم.
هذا كله هو ما ساقنا إليه الدليل، وأخذت البراهين بأعناقنا إليه، وأطبقت عليه الأحاديث المتواترة المتضافرة، وجرت عليه السنة، وعمل به الأصحاب وفقا لما نزل به الكتاب: (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا).
فالقول بجواز السجود على الفرش والسجاد والالتزام بذلك وافتراش المساجد بها للسجود عليها كما تداول عند الناس بدعة محضة وأمر محدث غير مشرع يخالف سنة الله وسنة رسوله، ولن