وحجر ومدر لا غير.
الدور الثاني: السجود على الأرض وأجزائها ونباتها وعلى الخمرة المصنوعة منها، وكذا الحصير والبسط المصنوعة من السعف ونحوه. وكان للخمرة في دورها حظ وافر وانتشار، حتى ملأت المساجد والبيوت كما سيأتي " ونحن نرى التقيد بالسجود على الخمرة إلى زمن بعيد، وكان كل رجل من أهل مكة في العصر الحديث يؤدي الصلاة في المسجد الجامع على سجادة هي في العادة طنفسة صغيرة لا تتسع إلا للسجود فحسب، فإذا فرغ من الصلاة طواها وحملها على كتفه فكان خادم يحفظها لهم " (1).
وما زال النبي (ص) وأهل بيته يسجدون على الخمرة حتى قال الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام في حديث " لا يستغني شيعتنا عن أربعة خمرة يصلى عليها و... " (2) وفي هذا الدور أيضا نرى أن جمعا كبيرا من الصحابة والتابعين كانوا يتجنبون السجود على غير التراب حتى أنهم يضعون التراب على الخمرة فيسجدون عليه احتياطا في صلاتهم ذهولا عن عمل الرسول (ص) أو خطأ في ا لاجتهاد (3).
وذكر أن الباعث لصنع الخمرة، هو أن الرسول العظيم (ص) والمسلمين كانوا يسجدون على التراب والحجر والمدر والحصى،