كان فيهما حياة؛ لألم الإنسان لقصهما.
وكان القلب كحب الصنوبر؛ لأنه منكس، فجعل رأسه دقيقا (1)؛ ليدخل في الرئة فتروح (2) عنه ببردها، لئلا يشيط (3) الدماغ بحره.
وجعلت الرئة قطعتين؛ ليدخل (4) في مضاغطها فتروح عنه بحركتها.
وكانت الكبد حدباء؛ لتثقل المعدة وتقع جميعها عليها، فتعصرها فيخرج ما فيها من البخار.
وجعلت الكلية كحب اللوبيا؛ لان عليها مصب المني نقطة بعد نقطة، فلو كانت مربعة أو مدورة؛ لاحتبست النقطة الأولى الثانية فلا يلتذ بخروجها الحي، إذا (5) المني ينزل من فقار الظهر إلى الكلية، فهي كالدودة تنقبض وتنبسط، ترميه أولا فأولا إلى المثانة كالبندقة من القوس.
وجعل طي الركبة إلى خلف؛ لان الإنسان يمشي إلى ما بين يديه فتعتدل الحركات، ولولا ذلك لسقط في المشي.
وجعلت القدم متخصرة؛ لان الشيء إذا وقع على الأرض جميعه ثقل ثقل حجر الرحا، وإذا كان على طرفه دفعه (رفعه) الصبي، وإذا وقع على وجهه صعب نقله على الرجل.
فقال الهندي: من أين لك هذا العلم؟